الأصمعي قال: قال ابن أقيصر: خير الخيل الذي إذا استدبرته جنا، وإذا استقبلته أقعى، وإذا استعرضته استوى وإذا مشى ردى، وإذا ردى دحا.
ونظر ابن أقيصر إلى خيل عبد الرحمن بن أم الحكم، فأشار إلى فرس منها فقال: تجيء هذا سابقة، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: رأيتها مشت فكتفت «١» ، وخبت فوجفت «٢» ، وعدت فنسفت «٣» .
وذكرت أعرابية زوجها فقالت: ذهب ذفره «٤» ، وأقبل بخره، وفتر ذكره.
وكان مالك بن الأخطل قد بعثه أبوه ليسمع شعر جرير والفرزدق، فسأله أبوه عنهما فقال: جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر. فقال:
الذي يغرف من بحر أشعرهما.
قد ذكرنا من مقطعات الكلام وقصار الأحاديث، بقدر ما اسقطنا به مؤونة الخطب الطوال. وسنذكر من الخطب المسندة إلى أربابها مقدارا لا يستفرغ مجهود من قرأها، ثم نعود بعد ذلك إلى ما قصر منها وخف، وإلى أبواب قد تدخل في هذه الجملة وإن لم تكن مثل هذه بأعيانها. والله الموفق.
أبو الحسن، عن يحيى بن سعيد، عن ابن خرّبوذ البكري، عن خالد ابن صفوان، قال: دخل عبد الله بن عبد الله بن الأهتم، على عمر بن عبد العزيز مع العامة، فلم يفجأ عمر إلا وهو ماثل بين يديه يتكلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإن الله خلق الخلق غنيا عن طاعتهم، آمنا لمعصيتهم، والناس يومئذ