حدثني صديق لي قال: قلت لعيناوة: أيما أجن، أنت أو طاق البصل؟
قال: أنا شيء وطاق البصل شيء! ومن مجانين الكوفة بهلول، وكان يتشيع، فقال له اسحاق بن الصياح:
أكثر الله في الشيعة مثلك. قال: بل أكثر الله في المرجئة مثلي، وأكثر في الشيعة مثلك.
وكان جيّد القفا، فربما مر به من يحب العبث فيقفده «١» ، فحشا قفاه خراء، وجلس على قارعة الطريق فكلما قفده إنسان تركه حتى يجوز، ثم يصيح به: يا فتى شم يدك! فلم يعد بعدها أحد يفقده.
وكان يغني بقيراط ويسكت بدانق.
وكانت بالكوفة امرأة رعناء يقال لها مجيبة، فقفد بهلولا فتى كانت مجيبة أرضعته، فقال له بهلول: كيف لا تكون أرعن وقد أرضعتك مجيبة؟ فوالله لقد كانت تزق لي الفرخ فأرح الرعونة في طيرانه! قال: وحدثني حجر بن عبد الجبّار قال: مرّ موسى بن أبي الرّوقاء، فناداه صبّاح الموسوس: يا ابن ابي الروقاء! أسمنت برذونك، وأهزلت دينك، أما والله إن أمامك لعقبة لا يجاوزها إلا المخف! فحبس موسى برذونه وقال: من هذا؟ فقيل له: هذا صباح الموسوس. فقال ما هو بموسوس، هذا نذير.
قال أبو الحسن: دعا بعض السلاطين مجنونين ليحركهما فيضحك مما يجيء منهما فلما أسمعاه وأسمعهما غضب ودعا بالسيف، فقال أحدهما لصاحبه: كنا مجنونين فصرنا ثلاثة! وقال عمر بن عثمان «٢» : شيعت عبد العزيز بن المطلب المخزومي وهو قاضي مكة، إلى منزله، وبباب المسجد مجنونة تصفق وتقول: