للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرّق عيني ضراط القاضي ... هذا المقيم ليس ذاك الماضي

فقال: يا أبا حفص، أتراها تعني قاضي مكة؟

قال: وتذكروا اللثغ فقال قوم: أحسن اللثغ ما كان على السين، وهو أن تصير ثاء. وقال آخرون: على الراء، وهو أن تصير غينا. فقال مجنون البكرات: أنا أيضا ألثغ، إذا أردت أن أقول شريط قلت: رشيط.

قال: وبعث عبيد الله بن مروان، عمّ الوليد، إلى الوليد بقطيفة حمراء، وكتب إليه: «إني بعثت إليك بقطيفة حمراء حمراء» . فكتب إليه الوليد: «قد وصلت إلي القطيفة، وأنت يا عم أحمق أحمق» .

وقال محمد بن بلال لوكيله دبة: اشتر لي طيبا سيرافيا. قال: تريده سيرافي، أو سيرافي سيرافي؟

وقال محمد بن الجهم للمكي: إني أراك مستبصرا في اعتقاد الجزء الذي لا يتجزأ، فينبغي أن يكون عندك حقا حقا. قال: أما أن يكون عندي حقا حقا فلا، ولكنه عندي حق.

ودخل أبو طالب، صاحب الطعام، على هاشمية جارية حمدونة بنت الرشيد، على أن يشتري طعامها في بعض البيادر، فقال لها: إني قد رأيت متاعك. قالت هاشمية: قل طعامك. قال: وقد أدخلت يدي فيه، فإذا متاعك قد خم وحمي وقد صار مثل الجيفة، قالت: يا أبا طالب، الست قلبت الشعير، فأعطنا ما شئت وإن وجدته فاسدا.

ودخل أبو طالب على المأمون فقال: كان أبوك يا أبا، خيرا لنا منك.

وأنت يا أبا، ليس تعدنا ولا تبعث إلينا، ونحن يا أبا، تجارك وجيرانك.

والمأمون في كل ذلك يبتسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>