وقيل للمثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وهو على اليمامة: إن هاهنا مجنونا له نوادر. فأتوه به فقال: ما هجاء النشّاش «١» ؟. فقال: الفلج العادي «٢» فغضب ابن هبيرة وقال: ما جئتموني به إلا عمدا، ما هذا بمجنون. والنشاش:
يوم كان لقيس على حنيفة، والفلج: يوم كان لحنيفة على قيس.
وأنشدوا
ترى القوم أسواء إذا جلسوا معا ... وفي القوم زيف مثل زيف الدراهم
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ... وليس ينفع بعد الكبرة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولن تلين إذا قومتها الخشب
قال جعفر بن أخت واصل: كتب رجل إلى صديق له: «بلغني أنّ في بستانك أشياء تهمني، فهب لي منه أمرا من أمر الله عظيما» .
وقال أبو عبد الملك، وهو الذي كان يقال له عناق: كان عيّاش وثمامة حيّ يعظّمني تعظيما ليس في الدنيا مثله.
وقال له عيّاش بن القاسم: بأي شيء تزعمون أن أبا علي الأسواري أفضل من سلّام أبي المنذر «٣» ؟ قال: لأنه لما مات سلام ابو المنذر ذهب أبو علي في جنازته، فلما مات أبو علي لم يذهب سلام في جنازته.