للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ

، قال بفتح الكاف، فقال الأعرابي: لا يكون.

فقرأها عليه بضم الكاف وكسر الفاء، فقال الأعرابي: يكون.

قال الشاعر:

بدا البرق من نحو الحجاز فشاقني ... وكلّ حجازيّ له البرق شائق

سرى مثل نبض العرق والليل دونه ... وأعلام أبلى كلها والأسالق «١»

وقال آخر:

أرقت لبرق آخر الليل يلمع ... سرى دائبا حينا يهبّ ويهجع

سرى كاحتساء الطير والليل ضارب ... بأرواقة والصبح قد كاد يسطع

حدثني ابراهيم بن السّندي عن أبيه قال: دخل شاب من بني هاشم على المنصور، فسأله عن وفاة ابيه فقال: مرض أبي رضي الله عنه يوم كذا، ومات رضي الله عنه يوم كذا، وترك رضي الله عنه من المال كذا، ومن الولد كذا:

فانتهره الربيع «٢» وقال: بين يدي أمير المؤمنين توالي بالدعاء لأبيك؟ فقال الشاب: لا ألومك، لأنك لم تعرف حلاوة الآباء. قال: فما علمنا أن المنصور ضحك في مجلسه ضحكا قط، فافترّ عن نواجذه إلا يومئذ.

وحدثني إبراهيم بن السندي عن أبيه قال: دخل شاب من بني هاشم على المنصور، فاستجلسه ذات يوم ودعا بغدائه، فقال للفتى: ادنه. قال الفتى: قد تغديت يا أمير المؤمنين. فكف عنه الربيع حتى ظننا أنه لم يفطن لخطابه، فلما نهض إلى الخروج أمهله، فلما كان من وراء الستر دفع في قفاه، فلما رأى ذلك الحجاب منه دفعوا في قفاه حتى أخرجوه من الدار، فدخل رجال من عمومة الفتى فشكوا الربيع إلى المنصور، فقال المنصور: إن

<<  <  ج: ص:  >  >>