فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدّما
فقال مسلمة: لقد تكلمت بكلمة شيطان، هلا قلت:
إذا مقرم منا ذرا حدّ نابه ... تخّمط فيه ناب آخر مقرم
وكان مسلمة شجاعا خطيبا، وبارع اللسان جوادا، ولم يكن في ولد عبد الملك مثله ومثل هشام بعده.
وقال بعض الأعراب يهجو قوما:
تصبر للبلاء الحتم صبرا ... إذا جاورت حيّ بني أبان
أقاموا الديدبان على يفاع ... وقالوا يا احترس للديدبان
فإن أبصرت شخصا من بعيد ... فصفّق بالبنان على البنان
تراهم خشية الأضياف خرسا ... يقيمون الصلاة بلا أذان
وقال بعض الأعراب يمدح قوما:
وسار تعنّاه المبيت فلم يدع ... له حابس الظلماء والليل مذهبا
رأى نار زيد من بعيد فخالها ... وقد كذبته النفس والظنّ كوكبا
رفعت له بالكف نارا تشبّها ... شآمية نكباء أو عارض صبا
وقلت ارفعوها بالصعيد كفى بها ... مشيرا لساري ليلة إن تأوبا
فلما أتانا والسماء تبلّه ... نقول له أهلا وسهلا ومرحبا
وقمت إلى البرك الهواجد فاتقت ... بكوماء لم يترك لها النيّ مهربا
فرحبت أعلى الجنب منها بطعنة ... دعت مستكنّ الجوف حتى تصبّبا
وقال الآخر:
واستيقني في ظلم البيوت ... إنك إن لم تقتلي تموتي
وقال أبو سعيد الزاهد: «من عمل بالعافية فيمن دونه رزق العافية ممن فوقه» .