للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابن أبي داود، وابن صاعد، مَنْ تُقَدِّم؟ فقال: ابن مَنِيْع لسِنه، ثم ابن صاعد، قلت: ابن صاعد أحب إليك من ابن أبي داود؟ قال: ابن صاعد أسن، مولده سنة ثمان وعشرين، وابن أبي داود سنة ثلاثين" (١).

وقال ابن النديم في "الفهرست": "ابن صاعد له من الكتب: كتاب "السُّنَن"، وكتاب "القراءات"، وكتاب "المسند" (٢).

وقال السَّهْمِي في "سؤالاته": "سألت ابن عَبْدان عن ابن صاعد أهو أكثر حديثًا أم الباغندي؟ فقال: ابن صاعد أكثر حديثًا، ولا يتقدمه أحد في الدراية، والباغندي أعلى إسنادًا منه".

قال: "وسمعت أبا بَكْر بن عَبْدان يقول: يحيى بن صاعد يدري، ثم قال: وسئل ابن الجِعابي أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم، وقال: لا يقال لأبي مُحَمَّد يحفظ، كان يَدْري، قلت لأبي بَكْر بن عَبْدان: أيش الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال: الدراية فوق الحفظ".

وقال الخَلِيْلي في "الإرشاد": "كان يقال: أئمة ثلاثة في زمان واحد؛ ابن أبي داود ببَغْداد، وابن بنيسابور، وابن أبي حاتم بالرّي، ورابعهم ببَغْداد: أبو مُحَمَّد يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد، مولى بني هاشم، ثقة إمام، يفوق في الحفظ أهل زمانه، ارتحل إلى مِصْر، والشَّام، والحجاز، والعِراق، منهم من يُقدِّمُه في الحفظ على أقرانه،


(١) فائدة: نستفيد من هذا النص أنه لا يلزم من تقديم الإمام منهم لأحد شيوخه حال جمعه بينهم أن المُقَدم أحب إليه في الحدِيْث والثقة ممن أخره.
(٢) ومما طبع له "مسند عَبْد الله بن أبي أوفى "بتحقيق شيخنا الدكتور الشَّيْخ سَعْد بن عَبْد الله آل حُمَيْد -حفظه الله تعالى-، طبع في مكتبة الرشد بالرياض. وقد ذكر الشَّيْخ -حفظه الله تعالى- في مقدمته لهذا الجُزْء أسماء ما وقف عَلِيه من مصنَّفات ابن صاعد، فمن أحب معَرَفَة ذلك فليرجع إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>