للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخَطّابي، وافى أَصْبَهان من قبل المُعْتَز، وكان من أهل الأدب والنظر، فلما قدمها صادف بها ابن أبي عاصم، فَجَعله كاتبه، وعَلِيه كان يُعَوِّل، ثم وافى صالح بن أَحْمَد بن حَنْبَل من قبل المُعْتَمِد، وانقطع القضاة عن أَصْبَهان مُدة إِلى أَن وَرَد كتاب المعتمد على ابن أبي عاصم بتوليته القضاء، وكان في رجب سنة تسع وستين ومائتين، فبقي عَلِيها ثلاث عشرة سنة، واستقام أمره إِلى أَن وقع بينه وبين عَلِي بن مَتَّويه زاهد البلد، قال: وولي بعده القضاء الوليد بن أبي رواد".

وقال ابن مَرْدَوَيْه: "عُزل أَحْمَد بن عَمْرو بن أبي عاصم سنة اثنتين وثمانين ومائتين".

وقال أبو عَبْد اللّه بن خفيف: "قال ابن أبي عاصم: صحبت أبا تراب، فكان يقول: لم تَشْقى، لا يجيء منك إِلَّا قاضي، وكان بعد ما دخل في القضاء إِذا سئل عن مسألة الصُّوافية، يقول: القضاء والدَّنيه والكلام في علم الصُّوافية محُال".

وقال أبو الشَّيْخ: "سمعت ابني عَبْد الرزاق يحكي عن أبي عَبْد اللّه الكَسائي قال: سمعتُ ابن أبي عاصم يقول: لما كان من أمر العلوي بالبصرة ما كان ذهبت كتبي، فلم يبق منها شيء، فأعدت عن ظهر قلبي خمسين ألف حديث، كنتُ أمُرُّ إِلى دكان بقّال، فكنت أكتب بضوء سراجه، فتذكرت بعد ذلك في نفسي أني لم أستأذن صاحب السَّرَّاج، فذهبت إِلى البَحْر، فغسلته، ثم أعدته ثانيًا".

قال أبو عَبْد الله: وكنت عنده جالسًا وعنده قوم، فقال واحد من القوم: أيها القاضي بلغنا أنَّ ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقلبون الرَّمل، فقال واحد من القوم: اللهم إِنك قادر على أَن تطعمنا خبيصًا (١) على لون هذا الرَّمل، فإِذا هم بأعرابي وبيده طبق، فسلم عَلِيهم، ووضع بين أيديهم طبقًا عَلِيه خبيص حار، فقال


(١) الحلوى المخبوطة من التمر والسمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>