للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* قال الحاكم في "تارِيْخه": سمعت أبا أَحْمَد الحافظ -يعني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن إِسْحاق الحاكم- يقول: "كنت بالزَّي فرأيتهم يومًا يقرؤون على أبي مُحَمَّد بن أبي حاتم كتاب "الجرح والتعَدِيل فلما فرغوا قلت لابن عَبْدويه الورَّاق: ما هذا الضُّحْكة؟ أراكم تقرؤون كتاب "التارِيخ" لمُحَمَّد بن إِسْماعِيل البُخارِي على شيخكم هذا على الوجه، وقد نَسبْتموه إلى أبي زُرْعَة، وأبي حاتم؟! فقال: يا أبا أَحْمَد، اعلم أن أبا زُرْعَة وأبا حاتم لمّا حُمِل إليهما هذا الكتاب، قالا: هذا علم حسن لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نَذْكُرَه عن غيرنا، فأقعدا أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحمن حتى سألهما عن رجلٍ بعد رجل؟ وزاد فيها ونقصا منه، قال أبو عَبْد الله الحاكم: قلت لأبي أَحْمَد -رحمه الله- فيما زادا ونقصا فوائد كَثِيْرة لا توجد في كتاب البُخارِي".

قال العلامة عَبْد الرَّحمن بن يحيى في "تقديمه لـ تقدمة الجرح والتعَدِيل": كأن أبا أَحْمَد -رحمه الله- سَمِعَهُم يقرؤون بعض التراجم القصيرة التي لم يَتَّفِق لابن أبي حاتم فيها ذِكْرُ الجرح والتعَدِيل، ولا زِيَادة مهمة على ما في "التارِيْخ"، فاكتفى بتلك النظرة السَّطْحِيَّة، ولو تصفح الكتاب لما قال ما قال، … ، وأما جواب ابن عَبْدويه الورَّاق فعلى قَدْرِ نفسه، لا على قَدْرِ ذَيْنِك الإمامين: أبي زُرْعَة وأبي حاتم، والتحقيق: أن الباعث لهما على إقعاد عَبْد الرَّحمن، وأمرهما إياه بما أمراه، إنما هو الحرص على تسديد ذاك النقص، وتكميل ذلك العلم، ولا أدَلَّ على ذلك من اسم الكتاب نفسه؛ "كتاب الجرح والتعَدِيل .... ".

* قال عُمَر بن إِبْراهِيم الهَرَوِي الزَّاهِد؛ حدثنا الحُسَيْن بن أَحْمَد الصَّفار، سمعت عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم يقول: "وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حُبوبًا من أَصْبَهان، فبعته بعشرين ألفًا، وسألني أن اشترى له دارًا عندنا، فإذا جاء ينزل فيها، فأنفقتها في الفقراء، وكتبتُ إليه: اشتريت لك بها قصْرًا في الجنة، فبعث

<<  <  ج: ص:  >  >>