للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: رضْيتُ، فاكتب على نفسك صكًا، ففعَلتُ، فأريتُ في المنام: قد وَفْينا بما ضَمِنْتَ، ولا تعُدْ لمثل هذا".

ذكر هذه الحكاية الذَّهَبِي في "التذكرة"، و"النُّبلاء"، و"تارِيْخ الإِسْلام" وإسنادها ضعيف جدًا؛ فيها الصَّفار، وهو الحُسَيْن بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحمن أبو عَبْد الله الشَّماخي متروك، بل قال الحاكم: كذاب لا يُشتغَلُ به، وانظر ترجمته في "اللسان" (١)، وبه أعلها الذَّهَبِي في "التذكرة".

وقد ذكرها السبكي في "الطَبَقَات الوسطى"، وابن كَثِيْر في "طَبَقَات الشافعية" بسياق آخر، فقالا: وحكى أنه لما انهدم بعض سور طُوْس احتيج في بنائه إلى ألف دينار، فقال أبو مُحَمَّد لأهل مجلسه الذين كان يلقى عَلِيهم التفسير: من رجل يبني ما هدم من هذا السور؟ وأنا ضامن له عند الله قصرًا في الجنة؟ فقام إليه رجل من العجم فقال: هذه ألف دينار، واكتب لي خطك بالضمان، فكتب له رقعة بذلك، وبنى ذلك السور، وقُدِّر موت ذلك العجمي، فلما دفن دفنت معه تلك الرقعة، فجاءت ريح فحملتها ووضعتها في حجر ابن أبي حاتم، وقد كُتِبَ في ظهرها: قد وفينا ما ضمنته، ولا تعد إلى ذلك.

* قال الحاكم في "تارِيْخه" كما في "تارِيْخ دمشق" و"لسان الميزان" (٢/ ٤٧٥): سمعت أبا عَلي الحافظ يقول: دخلتُ مرو، وفاتني حديثُ خَلَف بن عَبْد العزيز بن عُثْمان بن جَبَلة، عن أبيه عن جده، عن شعبة عن هِشَام، عن أبيه، عن عائشة: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُصلي وهو قاعد، فإذا بقي من قراءته ثلاثون أو أربعَوْن آية قام فقرأ ثم ركع".

فدخلت في بعض دخلاتي الرَّي، فإذا الحديث عندهم عن جَعْفَر بن مُنير


(١) (٣/ ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>