للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّازي، عن رَوْح بن عُبَادة، عن شُعْبَة، فأتيت ابن أبي حاتم، فسألته عنه فقال: ولِمَ تسأل عن هذا؟ فقلت: هذا حديث تفرد به عُثْمان بن جَبَلة، عن شُعْبَة، وهو في كُتُب رَوْح بن عُبَاد: عن سَعِيْد، عن هِشَام، وقد أخطأ فيه شيخُكم هذا على رَوْح، فلما كان بعد أيام، عاودته في السؤال عن هذا الحديث، فأخرج إليَّ كتابه، وقد كتب على الحاشية، قلت أنا: هذا الحديث كذا وكذا، وساق الكلام الذي ذكرتُه له، فقلتُ له: متى قلتَ أنت هذا؟ وإنما سمعتَهُ مني فتغيّر لي، وانقلبت أنا -أيضًا- عنه.

قال العلامة المعلمي في مقدمته لـ كتاب "الجرح والتعَدِيل": أقول هذه مشاحة من أبي عَلي، ويظهر من قول ابن أبي حاتم أولًا: "ولِمَ تسأل عن هذا؟ " أنه قد عرف علة الحديث، وإنما أراد امتحان أبي عَلي ينظر أتفطن لها أم لا؟ وابن أبي حاتم في طبقة شيوخه أبي عَلي -رحمهم الله-.

* وقال أَحْمَد بن يَعْقُوب الرَّازي -كما في "تارِيْخ دمشق"-: "سمعت عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم الرَّازي يقول: كنت مع أبي في الشَّام في الرِّحْلة، فدخلنا مدينة، فرأيت رجلًا واقفًا على الطريق يَعْلَبُ بحيَّةٍ، ويقول: مَنْ يَهَبُ لي دِرْهمًا حتى أبلع هذه الحية؟ فالتفت إلى أبي، وقال: يا بُنيَّ، احفظ دراهمك؛ فمن أجلها تُبْلَعُ الحَيّات".

* وفيه -أيضًا- "قال عَبْد الرَّحمن بن أبي حاتم: دخلْتُ دمشق على كَتَبه الحديث، فمررتُ بحلقة قاسم الجُوعِي، فرأيت نفرًا جلوسًا حوله وهو يتكلم عَلِيهم، فهالني مَنْظَرُهم، فتقدَّمت إليهم، فسمعته يقول: اغتَنِموا من أهل زمانكم خمسًا، منها: إن حضرتم لم تُعْرَفُوا، وإن غِبْتُم لم تُفقَدوا، وإن شهدتم لم تشاوروا، وإن قلتم شيئًا لم يقبل قولكم، وإن عملتم شيئًا لم تعطوا به، وأوصيكم بخمسٍ -أيضًا-: إن ظُلمتم لم تظلموا، وإن مُدحتم لم تفرحوا، وإن ذُممتم لم تجزعوا، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>