قلت: لعله ابن جُرَيْج بدل ابن عَوْن، قال: ليس ذا عند البُرْساني، عن ابن جُرَيْج، ثم قال: وعَبْدان ثبت، وحدثنا به من أصل كتابه، قيل: وسرقه الحسَن بن عُثْمان التُّسْتَري، فرواه عن القطعي".
قال الحاكم: كان أبو عَلي النَّيْسابُوْرِي لا يُسامحُ في المذاكرة بل يواجه بالرد في الملأ، فوقع بينه وبين عَبْدان لذلك، فسمعت أبا عِلي يقول: أتيت أبا بَكْر بن عَبْدان، فقلت له: الله الله! تحتال لي في حديث سَهْل بن عُثْمان العَسْكَرِي عن جُنادة، عن عُبَيْد الله بن عُمَر، فقال: قد حلف الشَّيْخ ألا يُحدِّث بهذا الحديث وأنت بالأهواز، قال: فأصْلَحْتُ شأني للسفر، وودَّعت الشَّيْخ، وشيَّعني أصحابنا، ثم اختيفتُ إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكِّرًا لا يعرفني أحد، فأملى عَبْدان الحديث، وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع عَلي منها، ثم بلغه بعدُ أني كنت في المجلس، فتعجب".
وقال أبو عَبْد الله الحاكم:"سمعت جَعْفَر المراغي يقول: أنكر عَبْدان الأَهْوازِي حديثًا مما عرض عَلِيه من حديث ابن زُهَيْر، فدخل عَلِيه ابن زُهَيْر، فقال: يا أبا مُحَمَّد هذا أصل كتابي بالحديث الذي أنكرته، ولكن أنت يا أبا مُحَمَّد من أين لك عن ابن عَوْن، عن الزُّهْري، عن سالم، عن أبيه، في رفع اليدين؟ فما زال عَبْدان يعتذر إليه، ويقول: يا أبا جَعْفَر ليس الأمر كما بلغك، إنما استغربتُ هذا الحديث، ولم أنكره".
وقال حَمْزَة بن مُحَمَّد الكناني: "كنا عند عَبْدان، فجرى ذكر حديث التأبير للنَّخْل الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: من رواه؟ فقلت له: رواه سِمَاك بن حَرْب، عن مُوْسى بن طَلْحَة بن عُبَيْد، عن أبيه، فقال لي: وَمَنْ؟ فقلت: ورواه حَمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت البُنَاني، عن أَنْس، فقال: ومَنْ؟ فقلت: ورواه حَمَّاد بن سَلَمَة، عن هِشَام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عائشة، قال: ومَنْ؟ فقلت: ورواه مُحَمَّد بن فُضَيْل،