للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال صالح بن أَحْمَد الحافظ الهَمْداني في "تارِيْخ همذان": "أبو بَكْر عَبْد الله بن سُلَيْمان إِمام العِراق، وعَلَّم العِلْمَ في الأَمْصار، ومن نَصَب له السُّلطان المنبرَ فحدَّث عَلِيه لفَضْله ومعرفته، وحدَّث قديمًا قبل التِّسعين وماثتين، قَدِمَ هَمَذان سنة نَيِّف وثمانين ومائتين، وكَتَبَ عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، وقد كان في وَقتِهِ بالعِراق مشايخ أسند منه، ولم يبَلْغوا في الآلة والاتفاق ما بَلَغ هو".

وقال الخَلِيْلِي في "الإِرشاد": "الحافظ الإِمام ببَغْداد في وقته، عالم متفق عَلِيه، إِمام ابن إِمام، له "كتاب المَصابِيْح"، شارك أباه بمِصْر والشَّام في شيوخه، سمع عِيْسى بن حَمَّاد، وأَحْمَد بن صالح المِصْري الحافظ، وأَيُّوب العَسْقَلاني، والأئمة بمِصْر، وجميع الشَّام، وبَغْداد، وأَصْبَهان، وسِجِسْتان، وشِيْراز، وخُراسان، أدركت من أصحابه جماعة، واحتج به من صنَّف الصحيح: أبو عَلِي الحافظ النَّيْسابُوْرِي، وابن حَمْزَة الأَصْبَهاني، وكان يقال: أئمة ثلاثة في زمان واحد، ابن أبي داود ببَغْداد، وابن بنَيْسابُور، وابن أبي حاتم بالرَّي".

وقال في موضع آخر من "الإِرشاد": "عَبْد الله حمله أبوه إِلى مِصْر، وهو يستوي مع أبيه في شيوخ الشَّام ومِصْر".

وقال أبو نُعَيْم الأَصْبَهاني في "تارِيْخه": "قدم أَصْبَهان قديمًا، وكتب عن أَحْمَد بن عِصَام، وغيره، وعاد إِليها بعد الثمانين، وحدَّث بها، ثم استوطن بَغْداد".

وقال الخَطِيْب في "تارِيْخه": "رحَلَ به أبوه من سِجْسْتان، فطوَّف به شَرْقًا وغَرْبًا، وسَمَّعه من عُلماء ذلك الوقت؛ فسمع بخُراسان، والجِبال، وأَصْبَهان، وفارِس، البَصْرة، وبَغْداد، والكُوْفة، والمَدِيْنَة، ومَكّة، والشَّام، ومِصْر، والجَزِيْرَة، والثُّغُوْر، واستوطَن بَغْداد، وصَنَّف "المسند"، و"السُّنَن"، و"التَّفسير"، و"القراءات"، و"النَّاسخ والمَنْسُوخ"، وغير ذلك، وكان فَهْمًا عالمًا حافظًا، حدَّث عن خلق كَثِيْر، وروى عنه من لا يُحْصَى".

<<  <  ج: ص:  >  >>