للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"صحيحه"-، وأبو مُحَمَّد بن عُثْمان.

ذكره ابن حِبّان في "الثقات".

وقال أبو عَلي إِسْماعِيل بن القاسم القالي: "كان أبو خَلِيْفَة من عِلْم اللغة والشعر بمكان عالٍ، وكان أهل الحديث يأتونه يقرؤون عَلِيه، فإذا أتاه أهل اللغة تحوَّل إليهم وترك أهل الحديث، وقال: هؤلاء غُثاء".

قال: "ولما تهاجى أبو بَكْر بن دُريد، والباهلي بالبصرة وتفاقم الأمر بينهما تنافرا إلى أبي خَلِيْفَة، فاجتمع لذلك وجوه البصرة، ثم أنشد كل واحد منهما فكان فيما أنشد الباهلي:

أبِابْن دُرَيدٍ يَقيسُوني … لقد ضَربُوني بسيفٍ كهام

فقال أبو خَلِيْفَة: أراك قد جعلت نفسك ضريبة، وجعلته سيفًا، ثم غلَّب ابن دُرَيْد عَلِيه، وانَصْرف أهل البصرة عن مجلسه، وهم يرون أنه قد أصاب الحكم".

وقال أبو الطيب اللغوي: "من رواة الأَخْبَار والأدب والأشعار والأَنْسَاب، وكان قد ولي القضاء بالبصرة، وكان أعمى، روى عن خاله كتبه فأكثر، وعن غيره، وروى له من الكتب: كتاب "طَبَقَات الشعراء الجاهلية"، وكتاب "الفرسان"، وكان شاعرًا، فمن شعره ما أنشده مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمان البَغْدادي عنه:

قالوا: نَراكَ تُطِيْلُ الصَّمْتَ قُلْتُ لهم … ما طُولُ صَمْتِي من عِيٍّ ولا خَرَسٍ

لكنَهُ أحْمَد الأمرين عاقبةً … عندي وأبعدُهُ من مَنْطقٍ شَكِسِ

أَأنْشُرُ البزَّ فيمن ليس يعرِفُهُ … أو أنثُرُ الدرَّ للعُمْيان في الغَلَس

قالوا: نَراكَ أديبًا لمستَ ذا خَطَلٍ … فقلتُ: هاتُوا أرُوني وجه مُقْتَبس

لو شئتُ قلتُ ولكن لا أرى أحدًا … يَرْوِي الكلام فَأَعْطِيه مَدَى النَّفَسِ

وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحسَن الزُّبيدي في "طَبَقَات النحويين": "كان من

<<  <  ج: ص:  >  >>