وقال أبو عَلي إِسْماعِيل بن القاسم القالي:"كان أبو خَلِيْفَة من عِلْم اللغة والشعر بمكان عالٍ، وكان أهل الحديث يأتونه يقرؤون عَلِيه، فإذا أتاه أهل اللغة تحوَّل إليهم وترك أهل الحديث، وقال: هؤلاء غُثاء".
قال:"ولما تهاجى أبو بَكْر بن دُريد، والباهلي بالبصرة وتفاقم الأمر بينهما تنافرا إلى أبي خَلِيْفَة، فاجتمع لذلك وجوه البصرة، ثم أنشد كل واحد منهما فكان فيما أنشد الباهلي:
أبِابْن دُرَيدٍ يَقيسُوني … لقد ضَربُوني بسيفٍ كهام
فقال أبو خَلِيْفَة: أراك قد جعلت نفسك ضريبة، وجعلته سيفًا، ثم غلَّب ابن دُرَيْد عَلِيه، وانَصْرف أهل البصرة عن مجلسه، وهم يرون أنه قد أصاب الحكم".
وقال أبو الطيب اللغوي:"من رواة الأَخْبَار والأدب والأشعار والأَنْسَاب، وكان قد ولي القضاء بالبصرة، وكان أعمى، روى عن خاله كتبه فأكثر، وعن غيره، وروى له من الكتب: كتاب "طَبَقَات الشعراء الجاهلية"، وكتاب "الفرسان"، وكان شاعرًا، فمن شعره ما أنشده مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمان البَغْدادي عنه:
قالوا: نَراكَ تُطِيْلُ الصَّمْتَ قُلْتُ لهم … ما طُولُ صَمْتِي من عِيٍّ ولا خَرَسٍ
لكنَهُ أحْمَد الأمرين عاقبةً … عندي وأبعدُهُ من مَنْطقٍ شَكِسِ
أَأنْشُرُ البزَّ فيمن ليس يعرِفُهُ … أو أنثُرُ الدرَّ للعُمْيان في الغَلَس
قالوا: نَراكَ أديبًا لمستَ ذا خَطَلٍ … فقلتُ: هاتُوا أرُوني وجه مُقْتَبس
لو شئتُ قلتُ ولكن لا أرى أحدًا … يَرْوِي الكلام فَأَعْطِيه مَدَى النَّفَسِ
وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحسَن الزُّبيدي في "طَبَقَات النحويين": "كان من