للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أجلاء أصحاب الحديث، وولي قضاء البصرة".

وقال ابن النديم في "الفهرست": "كان أعمى، وولي قضاء البصرة، من رواة الأَخْبَار والأشعار والأَنْسَاب، وله من الكتب: كتاب "طَبَقَات الشعراء الجاهليين"، وكتاب "الفرسان".

وقال أبو يَعْلَى الخَلِيْلي في "الإرشاد": "احترفت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب، والمتأخرون أخرجوه في الصحيح، وآخر من أكثر عنه أبو أَحْمَد الغطريفي الجُرْجاني، كتب إلى بأن أروي عنه، وكان عند أبي خَلِيْفَة من شيوخ البُخارِي، وأبي حاتم، ومُحَمَّد بن يحيى الذُّهلي جماعة مع تقدمهم، منهم: القَعْنَبِي، وعَبْد الله بن رجاء الغُدَّاني، ومُحَمَّد بن كَثِيْر، وعَمْرو بن مَرْزوق، وأبو الوليد، وشُعَيْب بن مُحْرز، وأنزل من عنده عَلي بن المَدِيْني الحافظ".

وقال مَسْلَمَة بن قاسم: "كان ثقة مشهورًا كَثِيْر الحديث".

قلت: وقد كان -رحمه الله تعالى- له طرف وأدب، وحسن معاشرة.

قال أبو عَلي المحسن التَّنْوخي: "حدثني أبي إن صديقًا لأبي خَلِيْفَة القاضي، اجتاز عَلِيه راكبًا، وهو في مسجده، فسأله أن ينزل عنده ليحادثه، فقال: أمضي وأعود، فقال له أبو خَلِيْفَة: إيحاشك فقد، وإيناسك وعد".

وقال أبو الحُسَيْن بن المحاملي: "أخبرنا عَلي بن أحْمَد بن أبي خَلِيْفَة: سمعت أبي يقول: حضرنا يومًا عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خَلِيْفَة كلام، فقال له: من أنت أيها المتكلم؟ فقال: أيها الأمير ما مِثْلك مَنْ جهل مثلي! أنا أبو خَلِيْفَة الفَضْل بن الحُباب، أفهل يخفى القمر؟! فاعتذر إليه، وقضى حاجته، ولما خرج سألوه، فقال: ما كان إلا خيرًا، أحضرني مأْدُبَتَه، فأبَطَّ، وأدَجَّ، وأفْرَخ، وفولج لوذج، ثم أتاني بالشراب، فقلت: مُعاذ الله، فعاهدني أن آتي مأدبته كل يوم، فكان إنسان يأتي كل يوم، فيحمله إلا الأمير".

<<  <  ج: ص:  >  >>