للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورُوي عن: أبي بَكْر بن أبي عَلي مُحَمَّد بن أَحْمَد الذكواني أنه قال: "كان ابن المُقْرِئ يقول: كنتُ أنا، والطَّبَراني، وأبو الشَّيْخ بالمَدِيْنَة، فضاق بنا الوقت؛ فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلتُ: يا رسول الله الجوع، فقال لي الطَّبَراني: اجلسْ، فإما أن يكون الرِّزق أو الموت، فقمتُ أنا، وأبو الشَّيْخ، فحضر البابَ عَلَوِيٌّ، ففتحنا له، فإذا معه غُلامان بقفَّتين فيهما شيء كَثِيْر، وقال: شكوتموني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ رأيته في النوم، فأمرني بحمل شيء إليكم" (١).

وروى ابن نُقْطَة في "التقييد" بإسناده إلى أبي عَبْد الله بن مَنْدَة أنه قال: "رأيت أبا بَكْر بن المُقْرِئ جالسًا على باب هرّاس يأكل الهريست عنده فقلت: يا أبا بَكْر، أيش هذا؟ فقال: اسكت يا أبا عَبْد الله، هل بقي في الدنيا مَنْ يُحْتَشَم منه"؟!.

وقال ابن عساكر في "تارِيْخه": "حدثنا أبو نَصْر الحَسَن بن مُحَمَّد بن إِبْراهِيم الأَصْبَهاني الحافظ ببَغْداد قال: رأيت بخط أبي القاسم العَنْبَري والد أبي الفوارس: كتب الصاحب إِسْماعِيل بن عباد إلى أبي سَعِيْد بن الفرخان بسبب أبي الرَّبِيْع الإِسْتِرَاباذي مستملي أبي بَكْر بن المُقْرِئ -رحمه الله- كتابًا نسخته هذا:


(١) ذكر هذه الحكاية الذَّهَبِي في "النُّبَلاء" معلقة دون ذكر سندها، ولم أقف على سندها حتى أتمكن من معَرَفَة صحتها، إلا أن سياق الذَّهَبِي لها مشعر بتضعيفها، حيث قال: "ورُوِي" بصيغة التمريض، وقد يستدل على نكارة هذه الحكاية بما سبق نقله عن ابن المُقْرِئ: مذهبي في الأصول مذهب أَحْمَد بن حَنْبَل وأبي زُرْعَة الرَّازي. وقد قال شيخ الإِسْلام في كتابه "التوسل والوسيلة" (ص ٧٠): "وأما دعاء الرسول وطلب الحوائج منه، وطلب شفاعته عند قبره أو بعد موته فهذا لم يفعله أحد من السلف، ومعلوم أنه لو كان قصد الدعاء عند القبر مشروعًا لفعله الصحابة والتابعَون، وكذلك السؤال به فكيف بدعائه وسؤاله بعد موته … فإن هذا كله من فعل النصارى وغيرهم من المشركين ومن ضاهاهم من مبتدعة هذه الأمة ليس هذا من فعل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذي اتبعوهم بإحسان، ولا مما أقر به أحد من أئمة المُسْلِمين أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>