للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النسوي الصوفي في "تارِيْخ الصوفية" عن شيخ عن الإمام أبي عَبْد الله، وهو بعد في الأحياء كان، وكان أول سماعه ببلده في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، فكتب عن مشايخ وقته ببلده، ثم رحل إلى الأقطار، وكتب بها.

قال الخلال في "جزئه": "أخبرنا الباطرقاني في كتابه، أنه سمع أبا عَبْد الله بن مَنْدَة يقول: "طفت الشرق والغرب مرتين. زاد بعضهم: فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا". وذكر الخلال في "جزئه" -أيضا- عن أبي العَبَّاس المستغفري أنه قال: "سألت أبا عَبْد الله بن مَنْدَة يومًا ببخارى، كم تكون سماعات الشَّيْخ؟ فقال: تكون خمسة آلاف مَنِّ".

قال الذَّهَبِي في "النُّبَلاء": "قلت: يكون المَنُ من مجلدين أو مجلد كبير".

وقال في "التذكرة": "المن يجيء عشرة أجزاء كبار".

وقال الصفدي في "الوافي": "يكون خمسة آلاف صن، والصِّن بكسر الصاد السَّلَة المطبَّقة".

وقال الخلال -أيضًا-: "كتب إلي أبو القاسم ابنه أنه سمع: أن أباه كتب عن أربعة من شيوخه أربعة آلاف جزء: عن أبي سَعِيْد الأَعْرابي بمكة -حرسها الله- ألف جزء، وعن خَيْثَمَة بن سُلَيْمان بأطرابلس ألف جزء، وعن الأصم بنيسابور ألف جزء، وعن الهيثم بن كليب ببخارى ألف جزء، وروى ابن عساكر في "تارِيْخه" عن أبي النجيب الأرهوى أنه قال: سمعت أبا عَبْد الله بن مَنْدَة يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل أو يكذب".

قال الذَّهَبِي: "يعني أن المشايخ المتأخرين لا يبلغون في الإتقان رتبة الصحة فيقع في الكذب الحافظ إن خرج عنهم وسماه صحيحًا، أو في يروي الحديث بنزول درجة أو درجتين. وفي "تارِيْخ دمشق" -أيضًا- أن بعض الأَصْبَهانيين كان يحكي عن بعض شيوخه أن أبا عَبْد الله بن مَنْدَة كان إذا سئل عن شيء هل سمعته من

<<  <  ج: ص:  >  >>