وقال أبو نُعَيْم في "تارِيْخه": "قطع عن التحديث سنة ست وتسعين لاختلاطه، كان من الحفاظ، مقدَّمًا فيهم، شديدًا على أهل الزيغ والبدعة، كان ممن يتفقه في الحديث ويفتي به".
وقال ابن عَبْد الهادي في (طَبَقَاته): "الإمام الحافظ، كان فقيهًا محدثًا".
وقال الذَّهَبِي في "التذكرة": "الإمام الحافظ، كان فقيهًا محدِّثًا، رأيت له وصية، يقول فيها: "والله تعالى على العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة، ويقول فيها: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر".
فالظاهر أنه أراد باللفظ الملفوظ، وهو القرآن المجيد المتلو المقروء، المكتوب المسموع، المحفوظ في الصدور، ولم يرد اللفظ الذي هو تلفظ القارئ؛ فإن التلفظ بالقرآن من كسب التالي، والتلفظ، والتلاوة، والكتابة، والحفظ أمور من صفات العَبْد وفعله، وأفعال العُبَّاد مخلوقه، لكن السلف كانوا لا يسوغون إطلاق ذلك؛ لأنهم خافوا أن يتذرع بذلك، إلى القول بخلق القرآن، ورأوا إطلاق الخلقية على اللفظ بدعة، وقد ورد عن الإمام أَحْمَد بن حَنْبَل ما يوضح ذلك؛ فإنه قال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن؛ فهو جهمي".
وقال في "النُّبَلاء": "الإمام الكبير، الحافظ الأثري، الفقيه، وارتحل، وله وصية أكثرها على قواعد السلف، يقول فيها: "من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر".
فكأنه عنى باللفظ: الملفوظ لا التلفظ".
وقال في "تارِيْخه": "الحافظ، اختلط قبل موته بسنة، وكان أحد الفقهاء بأَصْبَهان، سمع بعد الأربعين ومائتين، وله وصية حسنة في كراس".
وقال ابن ناصر الدين الدِّمَشْقِي في "بديعته".
مُحَمَّد بن مَنْدَة فسَلِّم … كذا فتى العَبَّاس نجل الأخْرمِ