وقد قيل: إن كتابه هذا من آخر ما ألف في مجال التراجم، هذا أولًا. وثانيًا: هل كل نص ذكر في كتب التراجم بصيغة الجزم؛ محمول على أن ناقل ذاك النص بهذه الصيغة يرى صحة الإسناد إلى من أبرزه؟ أم أن فعله ذلك محمول على إرادة الاختصار، ومخافة التطويل، حتى يُنَص على ذلك، كما فعل المِزِّي في مقدمة "تَهذِيبه" (١/ ١٥٣)؟ أقول: المسألة بحاجة إلى تتبع واستقراء لصنيعهم في ذلك، وإن كان القلب إلى الاحتمال الأخير أميل لأمرين: أحدهما: ما سبق ذكره من صنيع الذَّهَبِي نفسه. ثانيهما: أن رأى الذَّهَبِي في "الأُشْناني" شديد، فقد قال فيه: ليس بثقة. وقال مرة: أنا أتهمه بوضع حديث: "أسْلَمْتُ وتَحْتي أُخْتان". والله أعلم.