للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-بحضرة الدَّارَقُطْني- حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان الباغنديُّ، أنبأنا عَمْرو بن سواد السَّرْجِيُّ، حدثنا عَبْد الله بن وَهْب، أخبرني جرير بن حازم، عن سُلَيْمان الأَعْمَش، عن عَمْرو بن مُرّة، عن شُتَيْر بن شَكَل، عن عَلي بن أبي طالب مرفوعًا: "ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا … "، قال أبو بَكْر الباغندي: قلت لعَمْرو بن سواد: هذا يذكر عن الأَعْمَش، عن أبي الضُحى، عن شُتَيْر بن شَكَل، فأخرج إلى أصل كتابه؛ فإذ فيه كما حدثناه، ثم حدث بعد مجلسه بالحديث وأنا حاضر، فلما ذكره قال: وأخبرني بعض أصحابنا ممن نرجع إلى معرفته من أهل العرق أن هذا الحديث يذكر عندهم عن الأعمش، عن أبي الضُحى، عن شُتَيْر بن شَكَل، عن عَلي، قال الباغندي: فكتبت كلامه، وإنما حدث به عني".

وقال عُمَر بن عِلي بن الحسَن الأُشْناني (١): "سمعت أبا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن


(١) الأُشْناني مترجم في كتابي "الدليل المُغْنِي" بما خلاصته: أنه ضعيف لا يحتجِ به؛ إلا أن العلامة المعلمي اليماني -رحمه الله تعالى- قال في "التنكيل" (١/ ٤٧٠): جزم الذَّهَبِي في "التذكرة"، و"الميزان"، وتبعه ابن حجر في "اللسان" بنسبة هذه الكلمة إلى مُحَمَّد بن أحْمَد بن أبي خَيثَمَة، بناء على الوثوق بعمر بن الحسَن اهـ. قلت: أما في كتابه "النُّبُلاء"، فقد جزم بنسبتها إلى الأُشناني فحسب فقال: قال عمر بن حسن الأُشناني، سمعت مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أبي خَيْثَمَة، وذكرها.
وقد قيل: إن كتابه هذا من آخر ما ألف في مجال التراجم، هذا أولًا.
وثانيًا: هل كل نص ذكر في كتب التراجم بصيغة الجزم؛ محمول على أن ناقل ذاك النص بهذه الصيغة يرى صحة الإسناد إلى من أبرزه؟ أم أن فعله ذلك محمول على إرادة الاختصار، ومخافة التطويل، حتى يُنَص على ذلك، كما فعل المِزِّي في مقدمة "تَهذِيبه" (١/ ١٥٣)؟
أقول: المسألة بحاجة إلى تتبع واستقراء لصنيعهم في ذلك، وإن كان القلب إلى الاحتمال الأخير أميل لأمرين:
أحدهما: ما سبق ذكره من صنيع الذَّهَبِي نفسه.
ثانيهما: أن رأى الذَّهَبِي في "الأُشْناني" شديد، فقد قال فيه: ليس بثقة. وقال مرة: أنا أتهمه بوضع حديث: "أسْلَمْتُ وتَحْتي أُخْتان". والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>