وأنت تقول لا، فقلت له: أنا لا أقول لا، ولكن أستحي أَن أحدِّثه، فقرأت عَلِيه، فقال لي بعد القراءة ثلاث مرات: بارك الله فيك يا أبا عَبْد الله، قال الشَّيْخ -يعني زاهرًا-: وبلغني أَن مُحَمَّد بن إِسْحاق روى عنه هذا الحديث، وقال على رأس الملأ: ثنا مُحَمَّد بن المسيب الشَّيْخ الصالح، قالوا: مَنْ مُحَمَّد بن المُسَيّب؟ ثم قصده الناس بعد ذلك".
وقال أبو أَحْمَد الحاكم: "أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُسَيِّب بن إِسْحاق النَّيْسابُوْرِيّ سكن بعض رساتيقها، سمع مُحَمَّد بن المثنى، ومُحَمَّد بن بشار، سمع منه ابن، وأبو قريش مُحَمَّد بن جمعة الحافظ، كان أحد صالحي مشايخنا، أدركناه محجوبًا".
وقال زاهر بن أَحْمَد الفقيه: "أنبأنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُسَيِّب الأرْغِيانِي الشَّيْخ الصالح".
وقال أبو عَبْد الله الحاكم في "تارِيْخه": "كان من الجوّالين في طلب الحديث على الصِّدق والورع، وكان من العُبَّاد المجتهدين، سمعت أبا الحُسَيْن بن يَعْقُوب الحافظ يقول: كان مُحَمَّد بن المسيب يقرأ عَلِينا، فإِذا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بكى حتى نَرْحَمه".
قال: وسمعت مُحَمَّد بن عِلي الكلابي يقول: "بكى مُحَمَّد بن المسيب الأرْغِيانِي حتى عَمِي". وسمعت أبا إِسْحاق المُزَكّي، "سمعت مُحَمَّد بن المسيب الأرْغِيانِي، سمعت الحَسَن بن عَرَفَة يقول: رأيت يزَيْد بن هارون بواسط، وهو من أحسن الناس عَيْنَيْن، ثم رأيته بعَيْنِ واحدة، ثم رأيته وقد عَمِي، فقلت له: يا أبا خالد، ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسْحار. قال أبو إِسْحاق المُزَكّي: وإِنَّما هذا مثل لمُحَمَّد بن المسيب؛ فإِنه بكى حتى عَمي".
وسمعت أبا أَحْمَد الحافظ بطوس، وحدثني به عنه عَلِي بن حمشاذ في سنة سبع اللّه وثلاثين وثلاثمائة، ثم حدثني أبو أَحْمَد، قال: حدثني مُحَمَّد بن المسيب، حدثنا