التي تتناولها، وأنواع العناصر الكيمائية ومستويات الإشعاع التي تتعرض لها, وهي جميعًا خبرات تؤثر مباشرة على البيئة الداخلية للرحم, وتؤثر بالطبع على الجنين, وهكذا تتحدد العلاقة الوثيقة بين الأم وطفلها منذ تكوينه؛ لأنه بالفعل جزء من تكوينها، بالمعنى الماديّ وليس المجازي.
ويبلغ الطول المعتاد لطور الجنين ٢٨٠ يومًا, تؤلف٤٠ أسبوعًا أو تسعة شهور شمسية "أو ميلادية", أو عشرة شهور قمرية "هجرية"، ومع ذلك, فإن له أهميةً خاصَّةً أشرنا إلى بعضها في الفقرات السابقة، وتذكر هيرلوك "Hurlock ١٩٨٠" أربعة أسباب لهذه الأهمية هي:
١- تتحدد الخصائص الوراثية للإنسان في هذا الطور، وهي المكونات التي تُعَدُّ أساس النمو اللاحق.
٢- الظروف الملائمة في جسم الأم قد تساعد على تنمية الخصائص الوراثية، بينما تؤدي الظروف غير الملائمة إلى تعويق هذه التنمية على نحوٍ قد يؤدي إلى تعويق النمو اللاحق.
٣- يحدث في هذا الطور أكبر نموٍّ نسبيٍّ في حياة الإنسان, لا يقارن بأي مرحلة أخرى أو طور آخر, وبمعدلات سريعة لا نجدها في أي مرحلة نمائية أخرى.
٤- تتشكل في هذا الطور اتجاهات الأشخاص المهمين في حياة الطفل إزاءه.
فهذه الاتجاهات تؤثر فيه بعد الولادة من خلال تربيته وتنشئته, وخاصة خلال سنوات التكوين في الطفولة.
أطوار الجنين:
تتحدد أطوار الجنين من وجهة النظر الإسلامية "رجع الفصل الثالث" إلى خمسة أطوارٍ, هي محور التناول في هذا الباب:
١- طور النطفة.
٢- طور العلقة.
٣- طور المضغة.
٤- طور تكوين العظام والعضلات "اللحم".
٥- طور التسوية.