يحدد جنس الطفل نموه الكليّ منذ لحظة ميلاده, فالضغوط الثقافية من الوالدين, ثم من المعلمين وجماعات الأقران, ومن المجتمع ككل بعد ذلك, تستخدم وتمارس على الطفل منذ ولادته, وتزداد عامًا بعد عام, حتى يكوّن الطفل الاتجاهات المناسبة لجنسه, ويظهر أنماط السلوك التي تتناسب مع معايير الثقافة, والطفل الذي يتعلم أن يسلك على النحو "المطلوب" من جنسه, يحظى بالتقبل الاجتماعي, كما أن بعض خبرات التعلم التي يتعرض لها الطفل في المنزل وفي المدرسة وفي الملعب وغير ذلك من المجالات يحددها أيضًا الجنس.
ولا شكَّ أن أهم الآثار الناتجة عن جنس الطفل هو اتجاهات الوالدين نحوه؛ فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على تفضيل الوالدين لأيّ الجنسين, أن التفضيل التقليدي للولد, وخاصة للطفل الأول, لازالت له السيادة في كثير من الثقافات، فإذا وُجِدَ طفل واحد في الأسرة، يفضل الآباء الحصول على أخٍ له لا أخت, وحينما يوجد عدد من الأطفال في الأسرة, فإن الأبوين يفضلان في العادة أسرة تتكون من أطفال من الجنسين بأعداد متساوية تقريبًا.
وبالطبع, فإن التفضيل القوي لطفل من جنس معين, له تأثيراته الواضحة على الاتجاهات الوالدية, والتي تؤثر بدورها في سلوك الوالدين نحو الطفل, وفي علاقاتهما معه؛ فالأمهات اللاتي يفضلن الأبناء الذكور يكن أكثر ميلًا للقسوة على البنات, وبالمثل, فإن الآباء يعاملون الطفل بما يتفق مع درجة تقبلهم لجنسه.