تناول الباب الرابع من هذا الكتاب ما أسميناه "المرحلة الأولى في نمو الإنسان", وتشمل هذه الفترة الزمنية من حياة الإنسان التي تصل إلى أكثر من عشرين عامًا؛ ابتداءً من تكوينه كجنين في رحم الأم, حتى وصوله إلى أعتاب الرشد, وهي الفترة التي ينطبق عليها الوصف القرآني الكريم بأنها مرحلة ضعف، يقول الله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} ولكنه ضعف التحول إلى قوة الرشد، يقول الله تعالى أيضًا:{ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} , ولعلنا نكون قد استوعبنا هذا التطور العظيم الذي تسلم خطواته بالتدريج إلى مستويات أرقى, حتى يكون الانتقال إلى مرحلة "القوة" الجديدة "سلميًّا" و"سليمًا" في آنٍ واحدٍ.