يعتبر بلوغ الحلم أو البلوغ الجنسي حدثًا هامًّا في حياة الإنسان حين يتغير الفرد من كائنٍ غير جنسيٍّ إلى كائن جنسي, وهي فترة قصيرة تتداخل مع نهاية الطفولة, وتمتد إلى بداية المراهقة, ويسمي بعض العلماء بداية البلوغ فترة "قبيل المراهقة", وحيث إنه من المعتاد الفصل بين الطفولة والمراهقة بوصول الطفل إلى النضج الجنسي, فإن فترة البلوغ هي فترة تداخل، وفيها لا يعتبر الطفل نفسه طفلًا بسبب ما يطرأ على جسمه من تغيرات جسمية وفسيولوجية سريعة, ومع ذلك يُنْظَرُ إليه على أنه لا يزال طفلًا, وخاصة من جانب الوالدين والمعلمين, وعادةً ما يؤدي ذلك التناقض إلى الاضطراب, وإلى الشعور بعدم الأمن, وفي كثير من الأحيان إلى سلوك غير مرغوب فيه.
ولقد كانت ولا تزال لهذا الحدث أهمية في الجماعات البدائية التي تقوم بعملية "تدشين الشباب" مع البلوغ؛ لأنه مقبل على واجبات النضج والتزاماتها, سواء أكانت رجولة أم أنوثة, وفي المجتمعات الحديثة يتوقع الناس أيضًا من الفتى أو الفتاة سلوكًا مختلفًا ببلوغه النضج الجنسي.
وتوجد محكَّات عديدة تُسْتَخْدَمُ في تحديد بداية البلوغ ومرحلة النمو التي يصل إليها الطفل عنده, ومن هذه المحكات عند البنات الطمث "الحيض" لأول مرة, إلّا أن هذا المحك لا يُعَدُّ بداية أو نهاية التغيرات الجسمية الهامة التي تحدث مع البلوغ، فقبل حدوثه تكون الأعضاء الجنسية قد بدأت في النمو، كما تكون الخصائص الجنسية الثانوية قد بدأت في الظهور، وتستمر هذه التغيرات في الحدوث لفتراتٍ مختلفة بعد ظهور الطمث الأول, ولهذا يرى بعض الباحثين اعتبار هذا المحك نقطة متوسطة في حدث البلوغ الجنسي عند البنات Hurlorck ١٩٨٠".
أما محك البلوغ الجنسي عند الذكور فيتحدد بإفراز السائل المنوي لأول مرة.