لعل أهم المسائل التي تشغل اهتمام الشباب مسألة "تحديد الهوية", ولهذا فإن الأزمة الجوهرية للنموِّ الوجداني في هذه المرحلة هي أزمة الهوية في مقابل اختلاط الأدوار, على النحو الذي يحدده إيركسون, وينبه "Mussen et al ١٩٨٤" إلى أن طرق تحديد الهوية تختلف باختلاف الثقافات؛ فالثقافة الأمريكة مثلًا تركز على نموِّ الهوية من خلال الفردية الكاملة، بينما تركز ثقافات أخرى -كالثقافة الصينية واليابانية- على إحراز الهوية من خلال العلاقات الوثيقة بالآخرين, ومن خلال عضوية الفرد في نظام اجتماعي ثابت, ولعنا نضيف إلى ذلك أن جوهر الثقافة الإسلامية هو التوازن بين الفردية والجماعية؛ بحيث لا يجوز التضحية بأحد طرفي الثنائية على حساب الآخر, وفي جميع الحالات علينا أن ندرك أن جوهر نموِّ الهوية في الإنسان هو الحاجة إلى أن يدرك الفرد نفسه على أنه شخص متسق السلوك ومتميز عن الآخرين.
ويشير إريسكون إلى أن عملية البحث عن الهوية في مرحلة المراهقة والشباب قد تتخذ أحد مسارين كلاهما خطأ, والمسار الأول يتمثل في التبلور المبكر للهوية قبل الأوان, وفيه يحدث تعويق لعملية تكوين الهوية, وهنا نجد المراهق ينشد بإلحاحٍ تقدير الآخرين واعترافهم, ويبالغ في تقدير السلطة, ويميل إلى أن يكون أكثر