تتميز هذه المرحلة بأن الانفعالات فيها أكثر شيوعًا وأكثر حِدَّةً من المعتاد, وتصفها هيرلوك "Hurlock ١٩٨٠" بأنها مرحلة "عدم التوازن"؛ حيث يكون الطفل سهل الاستثارة، ويصدق هذا الوصف خاصةً على الفترة من ٢.٥-٣.٥ سنة, ومن ٥.٥-٦.٥ سنة, وتظهر علامات شدة الانفعالات خاصةً في صورة حدة المزاج وشدة المخاوف وقوة الغيرة, وترجع حدة الانفعالات في هذه المرحلة جزئيًّا إلى التعب الذي يسببه للطفل اللعب المستمر، ورفض النوم والراحة, وتناول مقدار أقل مما يحتاجه من الطعام نتيجة الثورة على النظام الثابت لوجبات الطعام، وهي مشكلة شائعة في هذا السن.
ويرجع علماء النفس معظم الانفعالية الحادة في هذه المرحلة إلى أسباب نفسية, وليس إلى أسباب فسيولوجية, فمعظم الأطفال يشعرون أنهم يستطيعون القيام بكثيرٍ مما لا يسمح لهم الآباء به, ويثورون على هذه القيود التي يفرضها عليهم الوالدان, ثم يغضبون مرةً أخرى لأنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن أداء ما يعتقدون أنهم قادرون على أدائه بسهولة ونجاح.
ومع اتساق أفق الحياة الاجتماعية للطفل بخروجه إلى النادي وزيادة الأصدقاء, والذهاب إلى دار الحضانة أو روضة الأطفال, ينشأ توتر جديد من النوع الذي يصاحب أيّ عمليات توافق أو تكيف في العادة.
ومن الأسباب التي تجعل هذه المرحلة أقلَّ جاذبية للكبار إذا قورنت بالمرحلة السابقة, تلك الانفعالية الزائدة, وتعد الانفجارات الانفعالية مصدر ضيقٍ للوالدين, كما أنها تدفع الأقارب وأصدقاء الأسرة إلى تجنب التعامل مع الطفل, وبالطبع توجد فروق فردية بين الأطفال ترجع إلى الظروف الصحية للطفل أولًا، وإلى الظروف البيئية الاجتماعية المحيطة به ثانيًا، وإلى أنماط السلوك الانفعالي التي تكونت لديه في مرحلة الرضاعة ثالثًا, بالإضافة إلى ترتيب الطفل بين إخوته؛ فالطفل الأول أكثر تعرضًا لكشف انفعالاته من باقي الإخوة.