من المأثور عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وهم مدرس النبوة- أقوال في مجال النمو الإنساني نذكر منها ما يلي:
١- مراحل ما قبل الولادة:
يذكر ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم أن قومًا كانوا عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقالوا: إن قومًا زعموا أن العزل هو الموؤدة الصغرى، فقال علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه:"لا تكون موؤدة حتى تمر على التارات السبع، تكون سلالة من طين، ثم تكون نطفة، ثم تكون علقة، ثم تكون مضغة، ثم تكون عظامًا، ثم تكون لحمًا، ثم تكون خلقًا آخر, فلقال عمر: صدقت, أطال الله بقاءك".
٢- دور الوراثة:
رُوِيَ عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال:"لا تنكحوا القرابة القريبة, فإن الولد يخلق ضاويًا", وقال أيضًا:"اغتربوا لا تضووا" ولا يصح رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم, وفي هذا تنبيه لخطر زواج الأقارب لأسباب وراثية لم يكشف عنها العلم الحديث إلّا في القرن العشرين أيضًا.
٣- مراحل النمو بعد الولادة:
ورد في الأثر "لاعب ابنك سبعًا, وأدبه سبعًا, وصادقه سبعًا, ثم أطلق له الحبل على الغارب" ولا يصح رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، وإنما صحَّ عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه.
وقال الإمام علي بن أبي طالب أيضًا:"علموا أولادكم على غير شاكلتكم, فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم". وفي هذا سبق تربوي رائع لم يتنبه إليه المربون إلّا في النصف الثاني من القرن العشرين, حين أكدوا مفاهيم المرونة والتعليم المستمر مدى الحياة.