للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النمو الحركي]

تلعب المهارات الحركية دورًا هامًّا في نجاح الطفل في مرحلة الطفولة المأخرة, سواءً في أداء نشاطه المدرسي أو في لعبه مع غيره من الأطفال، ولذلك فإن الطفل الذي يكون نموَّه الحركيّ أقل من أقرانه من الأطفال يشعر عادةً بالعجز والضعف، وقد ينسحب من الجماعة، وتتكَوَّنُ لديه اتجاهات سلبية نحو نفسه ونحو الحياة الاجتماعية, وحين تتهيأ للطفل الفرصة فإنه يشارك في النشاط الحركي بمختلف أنواعه.

وتتوقف المهارات التي يتعلمها الطفل في هذه المرحلة على البيئة التي يعيش فيها من ناحية، وعلى فرص التعلم من ناحيةٍ أخرى، وعلى ما هو شائع بين أقرانه من ناحيةٍ ثالثة.

وتظهر فروقٌ بين الجنسين ليس فقط في مهارات اللعب في هذا السن, ولكن في مستوى اكتمال هذه المهارات، فتتفوق البنات على البنين في المهارات التي تشتمل على العضلات الدقيقة مثل: الرسم والخياطة والنسيج والتريكو, بينما يتفوق البنون في المهارات التي تشتمل على العضلات الغليظة؛ مثل: لعب الكرة والجري وقفز الحواجز.

وابتداءً من سن ٦ سنوات تنمو في هذه المرحلة مهارات مساعدة الذات التي ترتبط بالأكل واللبس والاستحمام؛ بحيث لا يحتاج الطفل في هذه النواحي إلّا إلى مساعدة ثانوية, إلّا أن الكبار في بيئة الطفل قد لا يقتنعون بذلك, ويستمرون في تقديم المساعدة للطفل, وباستمرار الممارسة تكتمل هذه المهارات إلى حيث يمكن للطفل أن يؤديها بنفس القدر من السرعة والامتياز مثل الكبير, وفي المدرسة تنمو لدى الطفل المهارات المطلوبة في الكتابة والقراءة والرسم والموسيقى والغناء وصنع الأشياء. أما المهارات الاجتماعية التي يتعلمها الطفل والتي تتصل بالأعمال المنزلية؛ مثل: تنظيف الأطباق, وكنس الحجرات, وتوضيب السرير, والطبخ, لا تعطي للطفل السعادة فحسب, وإنما تعطيه شعورًا بأهمية الذات.

وتتحدد مهارات الطفل باليد التي لها السيادة في مهاراته الحركية, وهل هو أيسر أو أعسر أو أن يديه يمكن استخدامها معًا بنفس السهولة, فعند بلوغ الطفل العام السادس من عمره يكون قد تكوَّنت لديه عادة سيادة إحدى اليدين؛ بحيث يصعب عليه الانتقال منها إلى اليد الأخرى, وبالطبع إذا تعلَّمَ الطفل استخدام اليد اليمنى فإن تكيفه يكون أكثر سهولة مما لو تعلَّم استخدام اليد اليسرى، ليس فقط لأن الأدوات والآلات والمواد معدة للاستخدام باليد اليمنى فحسب, ولكن لأن نماذج التدريس معدة لأولئك الذين يستخدمون اليد اليمنى أيضًا؛ فالطفل الأعسر سوف يصبح الأمر صعبًا عليه, ويشعر بالإحباط حين يحاول استخدام المواد المعدة لغيره من الناس، أو حين يحاول تَعَلُّمَ مهارة جديدة بمحاكاة نماذج معدة لمستخدمي اليد اليمنى.

والطفل الذي لا يصل إلى مستوى سيادة إحدى اليدين عند دخوله المدرسة، أي: أنه يستطيع استخدام إحدى اليدين في بعض المهارات, واليد الأخرى في مهاراتٍ أخرى, لن يجد صعوبةً في الانتقال من يدٍ إلى أخرى، ولكن قد تكون

<<  <   >  >>