من الدراسات المبكرة حول العلاقة بين الميول والعمر تلك التي قام بها سترونج عام ١٩٣١, وهي دراسة مستعرضة معتمدة على استجابات ٢٣٤٠ رجلًا تمتد أعمارهم بين ٢٠، ٦٠ عامًا, يعملون في ٨ مجالات مهنية كبرى، استخدم فيها اختباره الشهير للميول المهنية, وفي دراسة تالية قام بها نفس الباحث عام ١٩٤٣, استخدم فيها عينات عمر مماثلة واستخدم المنهج الطولي التتبعي في بعض الحالات.
وقد تكون أهم النتائج التي توصل إليها سترونج أن الميول تظل متشابهة في مختلف الجماعات العمرية، فالأشخاص في المهن المختلفة يظهرون اختلافًا في أنماط ميولهم أكبر مما يوجد بين المستويات العمرية المختلفة, وأكبر تغير يمكن إرجاعه إلى العمر يحدث بين عامي ١٥، ٢٥عامًا, وأحد هذه التغيرات زيادة عدد الاستجابات التي تدل على حب المرء لعمل ما, وقد يكون سبب ذلك اتساع مدى الخبرة، أما بين عامي ٢٥، ٥٥ عامًا, فإن التغيرات الجوهرية تتضمن نقصًا في "حب" الأنشطة التي تطلب مهارة جسمية ومخاطرة، وكذلك الأعمال التي تتطلب الكتابة، كما ظهر نقص دالّ في حب الأنشطة التي تتمضن تغيرًا أو تداخلًا مع العادات الثابتة عند الفرد.
وتوجد فروق جوهرية بين الرجال والنساء؛ فالرجال بصفة عامةٍ يميلون إلى تركيز اهتماماتهم وميولهم في نطاق مهين محدود لمدة تمتد بين ٢٠، ٢٥عامًا، وخاصةً بعد ما يدركون التفاوت البيّن بين التوقعات المهنية المبكرة "خلال طور الشباب" والإنجازات الحقيقة "Levinson, et al., Nichols, ١٩٨٦", إلّا أنه مع وعي الشخص بقصر الفترة المتبقية له في حياته المهنية قد يعيد حساباته؛ فالبعض يحاول تحقيق أحلامه قبل فوات الأوان، والبعض الآخر يتواضع بطموحاته المهنية ويصير أكثر اهتمامًا بالأمور الأسرية، والبعض الثالث -بعد فشل محاولاته في إحراز تقدم مهني- يقنع بما هو فيه "Schuster Ashburn ١٩٩٢".
أما النساء فإنهن يمارسن عادةً أدوارًا متعددة، فالمرأة لديها فرص متعددة للدخول في العمل والخروج منه، ويؤثر ذلك على ميولها المهنية التي تتسم بأنها