[اللعب في مرحلة الطفولة المبكرة]
تتفق ميول اللعب عند أطفال هذه المرحلة مع النمط التي يظهره كلٌّ من الاستعداد الناتج عن النضج والبيئة التي يحدث فيها النمو, وتوجد بالطبع بعض الفروق، فالأطفال ذوو الذكاء المرتفع يفضلون اللعب الدرامي والأنشطة الابتكارية, وفي ألعابهم الإنشائية يميلون إلى التصميمات الأكثر تعقيدًا, والتي يظهرون فيها بعض خصائص الإبداع.
وتظهر أيضًا فروقٌ في اللعب تبعًا للجنس، فهناك ألعاب للذكور وأخرى للإناث, ويؤثر ذلك على أدوات اللعب التي يستخدمها كلٌّ منهما, وطرق استخدامها, كما يؤثر في نمط اللعب عند الطفل ما يتاح له من هذه الأدوات, والمساحة المخصصة للعب، وكلٌّ منهما يعتمد على المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة, ومع وجود هذه الاختلافات إلّا أنه توجد أنماط عامة بين الأطفال, لعل أهمها: استخدام اللعب، اللعب الإيهامي، اللعب الإنشائي، وتنظيم المباريات والقراءة "عند الطفل الذي تعلَّم مبكرًا هذه المهارة"، السينما، الراديو، التليفزيون, وتوجد في كل ثقافة فرعية في المجتمع أنواع من اللعب تشيع بين الأطفال فيها؛ فألعاب أطفال القرية تختلف عن ألعاب أطفال المدينة, إلّا أن ما يلفت النظر حقًّا في برامج الأطفال في محطات الإذاعة والتليفزيون أنها لا تقدِّمُ البرامج الملائمة لهذه الثقافات الفرعية, وقد حَلَّلَ أحد مؤلفي هذا الكتاب "فؤاد أبو حطب، ١٩٨٦" البرامج التي تُقدَّم للأطفال في وسائل الإعلام المصرية, فوجد أن صورة الطفل الشائعة فيها هي صورة طفل المدن الكبرى, أو العواصم الكبرى من أبناء الطبقة المتوسطة أو العليا, أما أطفال الشرائح الأخرى في المجتمع المصري فليس لها نصيب, وهي صورة تصدق بدرجات متفاوتة على معظم وسائل الإعلام في العالم الثالث.
وإذا تأملت اللعب الجماعي في هذه المرحلة, نجد أن أكثر صور اللعب تبكيرًا ما يسمى "اللعب المتوازي" حيث يلعب الطفل بجوار الأطفال الآخرين وليس معهم, وبعد ذلك يظهر "اللعب الارتباطي", وفيه يلعب الطفل مع الأطفال الآخرين بأنشطة متشابهة إن لم تكن متطابقة، ثم اللعب "التعاوني"؛ حيث يصبح الطفل عضوًا في جماعة, إلّا أن الشائع أن يقوم الطفل بدور المراقب حيث يلاحظ الأطفال الآخرين أثناء اللعب, وقد يتحدث معهم, ولكنه لا يشاركهم في عضوية الجماعة, وفي سن ٤ سنوات يظهر لعب الفريق, ومعه يصبح واعيًا بوجود الآخرين, ويمارس دوره المحدد معهم, ويسعى لجذب الانتباه عن طريق الاستعراض.