للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النمو الاجتماعي]

تلعب الخبرات الاجتماعية المبكرة دورًا هامًّا في تحديد اتجاهات الطفل نحو الذات والآخرين, ولأن حياة الرضيع تتمركز داخل المنزل, فإن أسس السلوك الاجتماعي والاتجاهات الاجتماعية عنده تُعَدُّ "صناعة منزلية أسرية".

ولكي يصبح الطفل كائنًا اجتماعيًّا ليس مسألة فطرية، وإنما هي من نواتج التعلم والخبرة, فبعد الميلاد يكون الطفل كائنًا غير اجتماعيٍّ يغلب عليه الطابع العضوي واتباع الحاجات البيولوجية الجسمية, ولا يميز بين من يشبع له هذه الحاجات، فالمهم بالنسبة إليه إشباعها.

وفي الأسبوع السادس من العمر تبدأ أول ابتسامة اجتماعية حقيقية, وعادةً ما تكون مصحوبةً بنشاطٍ بدنيٍّ كبير, وحين تتحسن قدرة الطفل على الإدراك البصري خلال الفترة بين الشهر الثاني والشهر الثالث يمكنه التمييز بين الأشخاص, ويكتشف أن الأشخاص وليس الأشياء هم الذين يشبعون حاجاته, ويبدأ بالتعبير عن الرضا حين يوجد مع الناس, ولا يهمه مَنْ يكون الشخص الذي يوجد معه، المهم أن يحظى باهتمام شخصٍ ما، ويدل ذلك على بداية "السلوك الاجتماعي" الذي يتخذ صورة "استجابة غير تمييزية للآخرين"، وهكذا تكون الاستجابات الاجتماعية الأولى مُوجَّهَة نحو الكبار، وفي الشهر الثالث تظهر بدايات الاهتمام بالناس فيبكي حين يتركونه، ويظهر عدم السرور حين لا ينظر إليه الشخص, أو ينصرف عنه بالحديث مع شخص آخر، كما يراقب تعبيرات

<<  <   >  >>