[الفصل الرابع: مناهج البحث في النمو الإنساني]
[مقدمة في طبيعة المنهج العلمي في البحث]
البحث في علم نفس النمو هو عمل علمي ينتمي إلى فئة العلم التجربي١ "الأمبريقي", والباحثون في هذا النوع من المعارف يلتزمون بنظام قيمي يسمى: الطريقة العلمية, يوجه محاولاتهم للوصف "الفهم", والتفسير "التعليل", والتحكم "التوجيه والتطبيق", وهي أهداف العلم التقليدية، والتي تناولناها بالتفصيل في الفصل الأول.
الطريقة العلمية في البحث إذن: هي لون من الاتجاه أو القيمة, وهذا الاتجاه العلميّ أو القيمة العلمية يتطلب من الباحث الاقتناع والالتزام بمجموعة من القضايا هي "فؤاد أبو حطب، آمال صادق ١٩٩٥":
١- الملاحظة هي جوهر العلم التجربي "الأمبريقي"، وعلم النفس ينتمي بالطبع إلى فئة هذه العلوم، والمقصود هنا الملاحظة المنظمة لا الملاحظة العارضة أو العابرة.
٢- تتمثل أهمية الملاحظة في العلم في أنها تنتج أهم عناصره, وهي مادته الخام, أي: المعطيات Data والمعلومات أو البيانات Information.
٣- لا بد للمعطيات والمعلومات, أو البيانات التي يجمعها الباحث العلمي بالملاحظة أن تتسم بالموضوعية Objectivity, والموضوعية في جوهرها هي اتفاق الملاحظين في تسجيلاتهم لبياناتهم وتقديراتهم وأحكامهم اتفاقًا مستقلًّا.
١ آثرنا استخدام اللفظ "تجربي" -وليس اللفظ "تجريبي", للدلالة على المقابل العربي لكلمة empirical التي تستخدم أحيانًا مقابلها المباشر "أمبريقي", والمصطلح "تجربي" منسوب مباشرة إلى "التجربة", وجوهرها الملاحظة, أما المصطلح "تجريبي" فهو نسبة "التجريب", والذي يشير إلى العملية الخاصة التي تتضمن المنهج التجريبي بمواصفاته وأصوله الخاصة.