للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- العقاقير والمخدرات:

يتأثر الجنين بما تتعاطه الأم من العقاقير "ويشمل ذلك الأدوية"؛ فبعض الأدوية التي تشمل المهدئات أو بعض الهرمونات "وخاصة الهرمونات الجنسية" تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على نمو الجنين، ويشمل ذلك حبوب منع الحمل إذا تعاطتها الأم دون أن تعلم أنها حامل.

ويدخل في باب العقاقير المسكرات والمخدرات, وقد تأكَّد منذ زمنٍ طويلٍ أن تعاطي الأم للخمور "حتى ولو بمقدار بسيط" يؤدي إلى ضمور رأس الجنين, وسوء نشاط قلبه وأطرافه ومفاصله ووجهه, ويتوقع لهذا الجنين أن يظهر نشاطًا زائدًا وبعض النوبات التشنجية, وقد حدد بعض الباحثين "راجع: Shaffer ١٩٨٥ ١٣٦" عرضًا مرضيًّا يسمى "كحولية الجنين"، ويلاحظ على الطفل الذي يولد ولديه هذا المرض أنه يكون أصغر حجمًا, وأخفّ وزنًا, بالنسبة للطفل العادي، وأن نموه الجسمي يتخلف عن أقرانه طوال الطفولة والمراهقة. كما أن معظم هؤلاء الأطفال يحصلون على درجات أقل من المتوسط في اختبارات الذكاء، وكثيرون منهم يصنفون على أنهم متخلفون عقليًّا.

وقد أجريت دراسات على تدخين الأم للحشيش, أكدت أنه يؤدي إلى حدوث شذوذ سلوكي يظهر في الطفل الوليد, كما أجريت دراسات على عقاقير الهلوسة LSD١, أكدت أن الأم التي تتعاطى هذه العقاقير قبل الحمل أو أثناءه, تتعرض للإجهاض التلقائي، أو إلى أن يولد الطفل وفيه عيوب تكوينية, ومنها شذوذ الكرموزومات, فإذا أضفنا إلى ذلك أن الأمهات اللاتي يتعاطين هذه المخدرات وغيرها عادةً ما يكنّ من المريضات, أو من سيئات التغذية, أو من المدمنات على أنواعٍ من العقاقير الأخرى كالخمور, يمكننا أن ندرك المخاطر المحدقة بأطفالهن.

ولعل من أخطر النتائج التي تَمَّ التوصل إليها, هي ما يدور حول تعاطي المخدرات المهدئة مثل: الأفيون والهيروين والكودين والميثادون والمورفين, فقد تأكد أن أطفال المدمنات على هذه المواد يصبحون مدمنين وهم في الرحم, وحين يولدون يكون حجمهم أقل من الحجم المعتاد, بل لوحظ على هذا الطفل بعد ولادته "وقد توقف بالطبع عن التعاطي بسبب انفصاله الجسدي عن الأم" أنه يعاني من القيء والإسهال والتشنج, والتي قد تؤدي بحياة الطفل إذا لم تعالج, وإذا عاش الطفل فإنه يظهر أعراض التهيج وحَدَّةَ الطبع والصراخ الحاد والارتعاش الشديدة, وعدم القدرة على النوم، والنشاط الزائد، ومشكلات التنفس، والشهية الكبيرة للطعام، والإسهال، والقيء "Householder et al ١٩٨٢", وهذه الاضطرابات قد تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة, وقد يصبح بعضها طويل الأمد, ويظهر في صورة نشاط زائد, وضعف في مدى الانتباه.


١ الاسم الكامل لهذا المخدر الخطير هو Lysertic acid dicthylamide

<<  <   >  >>