[كيف تنتقل الخصائص الوراثية]
يوجد في أزواج الصبغيات في الخلية جميع عوامل الوراثة التي تحمل التعليمات البيوكيميائية التي تؤدي إلى إنتاج فروق ملحوظة بين الأجنة, ثم بين الأفراد بعد ولادتهم, في الخصائص الجسمية وفي السلوك, ويؤكد علم الوراثة الحديث أن ما يورث بالفعل ليس سمة أو خاصية معينة؛ كالذكاء أو الشعر المجعد، وإنما التعليمات الجسمية للخلية لإنتاج أو عدم إنتاج البروتينات التي تُعَدُّ مسئولة في نهاية الأمر عن حدوث الفعل الذكي, أو ظهور الشعر المجعد في الرأس.
ووصف نشاط المورثات يفيدنا في تحديد معنى مصطلحين هامين أشرنا إليهما فيما سبق, هما النمط الوراثي genotype, والمظهر الموروث phenotype, ويشير أولها إلى التنظيم الوراثي الحقيقي والأصلي الموجود في خلايا الفرد, أما المصطلح الثاني "المظهر الموروث", فيشير إلى الخصائص التي يتم التعبير عنها وملاحظتها في الفرد, والتي تُعَدُّ نتاجًا للنمط الأول "النمط الوراثي", ونحن لا نزال لا نعرف الكثير عن النمط الوراثي الخاص للسمات أو الخصائص التي نلاحظها في الفرد؛ لأننا لا نعرف الكثير بعد عن نشاط المورثات في الخلية الإنسانية, وكثير من الخصائص المرتبطة بالسلوك الإنساني "كالذكاء والانسباط" هي تنظيمات معقدة لأنماط سلوكية عديدة، كل منها يمثل مظهرًا لموروثات كثيرة جدًّا, أما بالنسبة للسمات الأقل تعقدًا "وأغلبها من نوع الخصائص الجسمية؛ كلون الشعر وفصيلة الدم" فمن السهل نسبيًّا وصف الشفرة الوراثية لها, أو نمطها الوراثي, ونعرض فيما يلي بعض الأمثلة لانتقال الخصائص الوراثية.
١- وراثة الخصائص السائدة ذات المورث الواحد:
حين تنتقل الخاصية بواسطة مورث سائد واحد, فإنها سوف تظهر دائمًا في النسل, ومن أمثلة هذه الخصائص التي أكدت نتائج علم الوراثة الحديث أن لها مورثًا سائدًا: اللون البني للعين، وطول النظر، وغمازات الوجه، والشعر المجعد، وأصابع اليد أو القدم الزائدة، وشحمة الأذن السائبة، والشعر الأرقط "الشعر ذو الخصلة البيضاء في مقدمة الرأس، والقدرة على لف اللسان إلى الخلف، والقدرة على لف اللسان نحو المركز، ومرض هانتنجتون Huntington "هو مرض قاتل من نوع اضطرابات الجهاز العصبي ويظهر في صورة اختلاجات تشنجية, وتقلصات عضلية لا إرادية في الوجه والأطراف, بالإضافة إلى تدهور النشاط العقلي". وحين يوجد المورث السائد في النمط الوراثي, فإنه يتم التعبير عنه دائمًا في صورة مظهر موروث, وإذا تزاوج معه مورث مختلف عنه في