يُعَدُّ ميلادُ طفلٍ جديد لأسرة لديها أطفال آخرون حدثًا تمتزج في اتجاهاتهم نحوه استجابات القبول باستجابات الرفض, فعادة ما يشعر الإخوة أن الأم تهجرهم بذهابها إلى مستشفى الولادة, وتهملهم عقب عودتها منها. ولهذا نجد هؤلاء الأطفال يبحثون عن الاهتمام والرعاية بإصدار بعض الأفعال الشاذة, حينما تكون الأم مشغولة بإطعام الوليد الجديد أو رعايته, ويصدرون هذه الأفعال عادةً بسبب مشاعر الغيرة.
ومعنى هذا: أن على الوالدين أن يخصصا بعض الوقت للاهتمام بأطفالهم الكبار, حتى يشعروا بأنهم لا يزالون موضع رعايتهم وحبهم، مع ضرورة الحرص على عدم المبالغة في ذلك, ولعل حكمة الأبوة والأمومة هي التي تعين الوالدين على مواجهة تحدي الشعور بالغيرة عند الإخوة الكبار, وذلك من خلال تهيئة جَوٍّ يشعرهم بأهميتهم كأعضاء في الأسرة, وقد يحل هذه المشكلة أن يتناوب الوالدان في مهمة رعاية الوليد؛ بحيث يحظى الأطفال الكبار برعاية كلٍّ منهما, كما قد يساعد في حلها أن يُطْلَبَ من الأخ الكبير أن يظهر كفاءته من خلال تقديم يد العون للوليد, سواء في إطعامه أو حمامه أو تغيير ملابسه.