التنفس والاسترخاء التي تسهل هذه العملية, وتؤكد البحوث التي أجريت على فعالية هذه الفصول, أنها تؤثر في خبرة الأم، فهي تشعر باسترخاءٍ أكثر أثناء الوضع، وتدرك العملية على أنها أكثر يسرًا وسهولة "Shaffer ١٩٨٥".
ويؤدي وجود الزوج في غرفة الولادة إلى شعورٍ أخف بآلام الوضع، وقد يكون ذلك ناتجًا عن الدعم العاطفي الذي يقدمه الزوج لها في هذا الموقف الحرج, وخبرة الأب بعملية الولادة تجعله يزداد ارتباطًا بالطفل فيما بعد.
ومع ذلك, فإن الخبرات الشائعة عند معظم الأمهات أنهن يشعرن ببعض الاكتئاب والضيق والتوتر خلال فترة تمتد من ٣-٨ أيام بعد الولادة, ومن الغريب أن هذه المشاعر تكون أكثر حِدَّةً لدى الأمهات اللاتي يشعرن بسعادةٍ أكبر خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، كما لا توجد فروق جوهرية في هذه المشاعر بين الأمهات اللاتي يلدن أطفالًا أصحاء, أو يلدن أطفال غير أسوياء, أو يموت أطفالهن بعد الولادة, إلّا أن هذه المشاعر عادةً ما تكون مؤقتة, وسرعان ما تزول بعد عدة أيام أو أسابيع, ويرجع بعض الباحثين هذه المشاعر إلى ما تتناوله بعض الأمهات من أدوية خلال الوضع, كما أن بعض الأمهات قد يشعرن بهذه المشاعر السلبية نتيجة إهمالهنّ عقب الولادة, والاهتمام المبالغ فيه بالوليد من جانب الأهل والأصدقاء, ويعتبر البعض الآخر من الباحثين أن هذه المشاعر نوعٌ من الاستجابة السيكلوجية للتغيرات الهورمونية التي تحدث في جسم الأم, حتى تحوله من الحالة التي كان عليها أثناء الحمل إلى الحالة العادية التي يجب أن يكون عليها, ومهما كان السبب, فإن محض وجود هذه المشاعر التي لم نتنبه إليها إلّا في السنوات الأخيرة, يدعونا إلى ضرورة العناية بالأم عقب الولادة, وأن يسعى المقربون إليها بتقديم الدعم, والانتباه لها خلال هذه الفترة الحرجة.