للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وراثة الخصائص المرتبطة بالجنس]

توجد خصائص وراثية معينة تسمى الخصائص المرتبطة بالجنس، والتي تتأثر بالمورثات التي توجد على صبغيات الجنس, ومن المعروف أن الكروموزوم "ص" أقل في عدد مورثاته من الكروموزوم "س" كما ذكرنا, لهذا نجد أن معظم تلك الخصائص تحملها مورثات النوع الأخير, أي: "س"، وهو في جوهره صبغي أنثوي, ومن الاضطرابات الوراثية التي يحملها هذا الكروموزوم مرض الهيموفيليا "سيولة الدم", وعمى الألوان المرتبط باللونين الأحمر والأخضر، والصلع، وبعض صور الصمم، وبعض صور خلل الجهاز العضلي.

وفي بعض حالات الوراثة المرتبطة بالجنس يكون المورث متنحيًا, خذ على سبيل المثال: الاضطراب الجسمي المعروف باسم الهيموفيليا "سيولة الدم" الذي قد يظهر في الجنين إذا كان مورثه متنحيًا, ولا يوجد في النمط الوراثي مورث سائد خاص بتجلط الدم, إلّا أنه في معظم الحالات نجد أن الأجنة الذين لديهم مورث متنحٍ لسيولة الدم يكون لديهم أيضًا مورث سائد خاص بالتجلط الصحي للدم، ولذلك لا يظهرون هذا الخلل، ويصبحون فقط حاملين وراثيين له, وبالطبع إذا كانت الأم حاملة لهذا المورث المرضي فإنها تنقله إلى نسلها، إلّا أن هذا الانتقال يختلف في الذكور عن الإناث, فإذا كان الجنين ذكرًا, فإن نسبة وراثيته لهذا الاضطراب تصبح ٥٠%, ما دام لا يوجد مورث صحي سائد في الكروموزوم الأصغر "ص", الذي يرثه الذكر عن والده؛ بحيث يمنع ظهور الهيموفيليا, أما إذا كان الجنين أنثى لهذه الأم الحاملة للمرض في صورة مورث متنحٍ, فإن الفرصة حينئذ تصبح أكبر بألا تصاب بالمرض؛ لأنها قد ترث عن والدها مورث سائد لتجلط الدم, وقد تكون أحيانًا حاملة للمرض, والطريق الوحيد لانتقال المرض وراثيًّا إلى الجنين الأنثى في هذه الحالة, وظهوره عندها بشكل صريح في في شكل مظهر موروث, أن يكون مورث الأب من النوع المريض أيضًا، وبالتالي يسهم في الجنين الأنثى بمورث متنحٍ له, أي: أن الأنثى المصابة بالهيموفيليا -وغيره من الأمراض السابقة كعمى الألوان- تتلقى مورثة من كلٍّ من الاب والأم في صورة متنحية.

ولعل هذه الحقائق العلمية تفسر لنا ما نلاحظه من أن الخصائص المرتبطة بالجنس أكثر حدوثًا بين الذكور منها بين الإناث, ومن ذلك مثلًَا: أن عمى الألوان "بالنسبة للونين الأحمر والأخضر" ينتشر بين الذكور بمعدل يبلغ ثمانية أضعاف انتشاره بين الإناث "Mussen ١٩٧٠", وبالمنطق الوراثي السابق نقول: إن جميع النساء المصابات بعمى الألوان لا بد أن يكون أباؤهن لديهم مورثه أولًا.

خلل صبغيات الجنس:

في معظم الحالات يكون نمط صبغي الجنس في الجنين من النوع "س س" للأنثى، و"س ص" للذكر على النحو الذي بيناه, إلّا أنه في بعض الحالات يحدث تنظيم مختلف يترتب عليه حدوث اضطرابات هامة يرثها الطفل، ومنها:

١- زملة١ النقص في أحد الصبغيين "س" عند الإناث، ويكون النمط


١ كلمة زملة هي ترجمة المرحوم أ. د: يوسف مراد لكلمة syndrome الأجنبية، وقد شاعت في الوقت الحاضر ألفاظ أخرى مثل: متزامنة، إلّا أن هذه الترجمة الأصلية في رأينا هي الأصوب, وتدل على مجموعة أعراض مرضية خاصة بمرض واحد.

<<  <   >  >>