التغذية غير الكافية للأم تؤدي أيضًا إلى مشكلاتٍ في نمو الجنين؛ لأن الأم هي المصدر الوحيد لغذائه، ولهذا ينصح أطباء النساء والولادة الأمهات في الوقت الحاضر بأن يزيد وزنهن خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بمعدل ثلاثة أو أربعة أرطال على الأقل "ما بين ١,٥-٢،٨ كيلو جرامًا"، ثم بمعدل رطل "حوالي نصف كيلو جرام" في الأسبوع تقريبًا بعد ذلك، بزيادة كلية مقدارها ٢٤ -٢٨ رطلًا "بين ١٢-١٤جرامًا". ويتوقف ذلك على التوازن الغذائي للطعام الذي تتناوله الأم؛ حيث يجب أن يشمل البروتين والدهون والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات.
ومعظم النتائج التي حصل عليها الباحثون عن علاقة التغذية بنمو ما قبل الولادة, جاءت من البحوث التي أُجْرِيَت على الأمهات سيئات التغذية, وتأكد أن خطر هذا العامل على الأم الحامل يكون أشد حين يحدث في الشهور الثلاثة الأولى من حياة الجنين، كما أن هذه المخاطر قد تظهر حين يحدث سوء التغذية في الفصل المتآخر من الحمل "أي: الشهور الثلاثة الأخيرة"؛ ففي هذه المرحلة يتزايد بسرعة عدد خلايا مخ الجنين كما يصل فيها الجنين إلى معظم وزنه المعتاد عند الولادة, وقد أكدت البحوث التي أجريت على الحيوانات أن الغذاء غير الملائم للأم ينتج في الجنين عدد أقل من الخلايا العصبية "Liebert et ١٩٨٦", ولهذا فإن من المتوقع للأمهات سيئات التغذية في هذه الفترة, أن يلدن أطفالًا ذوي مخٍّ أقل في عدد خلاياه العصبية, وذوي وزن منخفض, وبالإضافة إلى ذلك فإن كثيرًا من الدراسات الارتباطية أكدت وجود علاقة بين النقص الغذائي لدى الأم والولادة المبتسرة, أو نقص الوزن عند الولادة, أو ولادة الجنين ميتًا, أو التخلف في النمو, بالإضافة إلى التخلف العقلي.
وتتوقف الآثار طويلة الأمد لسوء التغذية أثناء الحمل على نظام تغذية الطفل بعد ولاته, فإذا تعرض الطفل الوليد لسوء التغذية بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي؛ فالأرجح أنه سينمو بنقائص جسمية وعقلية, ومن حسن الحظ أن التعويض الغذائي الذي يُقَدَّمُ للأم خلال النصف الثاني من فترة الحمل, أو يقدَّم للأطفال عقب الولادة مباشرة, يساعد في خفض آثار سوء التغذية المبكر.
وعلى أية حالٍ, فلا يزال موضوع سوء التغذية وأثره في الجنين في حاجةٍ إلى مزيد من البحث, والسؤال هو: هل سوء التغذية لدى الأم لا يقابل ببساطة الحاجات الغذائية لدى الجنين، أم أنه أيضًا يلعب دورًا غير مباشر في زيادة تعرض الأم للأمراض وتعقيدات الولادة؟