توجد مجموعة عوامل تؤثر في الإنسان على وجه العموم، ويمتد أثرها إلى الجنين في رحم الأم بالطبع, تجمعها تسمية عامة هي مخاطر البيئة، ويشمل ذلك آثار الإشعاع؛ فقد تأكد أن كل امرأة حامل عاشت في نطاق نصف ميل, بعيدًا عن الانفجار الذري الذي تعرضت له اليابان في الحرب العالمية الثانية, ولدت طفلًًا ميتًا، وأن ٧٥% من النساء الحوامل اللاتي عشن في نطاق ميل وربع من هذا الانفجار الذري ولدن أطفال مشوهين أو معوقين, ومعظمهم مات عقب الولادة, بل إنه حتى التعرض الكلينيكي لجرعة من الإشعاع، كما هو الحال في أشعة أكس، يؤدي إلى الخلل الوراثي والإجهاض التلقائي ونقائص جسمية خطيرة, أهمها الكروموزمات وسيولة الدم, وخاصة إذا تعرضت الأم لهذه الأشعة في المرحلة الأولى من الحمل, ولعل أهم الابتكارات التكنولوجية التي أفادت الإنسانية، وخاصة صحة الأم والجنين، التصوير بالموجات فوق الصوتية الذي حلَّ محل التصوير بالإشعاع.
وقد امتدَّ الاهتمام في السنوات الأخيرة إلى تلوث البيئة, وقد تأكد أن تلوث الماء الذي تشربه الأم, والطعام الذي تأكله, والهواء الذي تستنشقه, يؤذي نمو المضغة والجنين, وبالطبع, فإن معدَّل التلوث يزداد في المناطق الصناعية. إن مخلفات المصانع التي تتألف من الرصاص والزنك والزئبق والأنتيمون، والتي تصب في الهواء وفي مصادر مياه الشرب، ناهيك عن مخلفات فضلات البشر التي تلجأ بعض دول العالم الثالث إلى التخلص منها بصرفها في الأنهار والبحار، لها آثار ضارة في تعويق الصحة الجسمية للإنسان وقدراته العقلية، وتؤثر بدورها على الأجنة في الأرحام.