يتسم النمو الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة باتساع عالم الطفل وزيادة وعيه بالأشخاص والأشياء, وفي هذه المرحلة يزداد اندماج الأطفال في كثير من الأنشطة، فهم يتعلمون الجديد والمتنوع من الكلمات والعناوين والأفكار والمفاهيم، ويمرون بخبراتٍ جديدة مع العالمين الفيزيائيّ والاجتماعيّ, وهذا التعلم يهيئ للطفل الأرضية المناسبة للتحول إلى كائن اجتماعي.
ومع اتساع العالم الاجتماعي للطفل يَقِلُّ تعلق الطفل بالوالدين تدريجيًّا, وتحلّ محله علاقات يكونها الطفل مع أطفال آخرين خارج نطاق الأسرة, وعادةً ما تكون الخبرات الاجتماعية للطفل خارج المنزل مصدر اضطراب انفعالي له, وخاصة إذا كان أصغر من الأطفال الآخرين, ونجاح الطفل في التكيف مع العلاقات الاجتماعية الخارجية يتأثر بنوع الخبرات الاجتماعية التي يتلقاها داخل المنزل؛ فالأطفال الذين تتم تنشئتهم اجتماعيًّا بالمنزل, يحققون تكيفًا اجتماعيًّا خارجيًّا أفضل من غيرهم, كما أن طبيعة علاقات الطفل مع إخوته تؤثر في تكيفه الاجتماعي الخارجي, والطفل الذي يظلُّ معتمدًا على الوالدين تتأثر علاقاته بأقرانه, وتجعله غير مرغوب فيه، مما يدعوهم إلى رفضه كرفيق لعب.
وأهم صور السلوك الاجتماعي اللازمة للنجاح في التكيف الاجتماعي تبدأ في الظهور والنمو في هذه المرحلة، وخاصةً أن الاتجاهات الاجتماعية الأساسية وأنماط السلوك الاجتماعي يتمُّ تشكيلها في هذه المرحلة.
وإذا كان الطفل حتى سن ثلاث سنوات لا يظهر إلّا مستوًى منخفضًا من التفاعل الاجتماعي مع الأطفال الآخرين, فإنه بعد سن الثالثة يظهر زيادة ملحوظة في هذا التفاعل، وعلى هذا يمكننا القول أن الفترة من ٣-٦ سنوات هي العمر "الحرج" في عملية التطبيع الاجتماعي للطفل, ويتوقف إلى حَدٍّ كبيرٍ كيفُ وكمُّ السلوك الاجتماعي الذي ينمو في هذه الفترة على الظروف البيئية التي يتعرض لها الطفل وعلاقاته بها، ويشمل ذلك سلوك القيادة والسيطرة والتبعية والاعتماد والمسايرة وغيرها.