مع بداية المراهقة يشعر الفتيان والفتيات بما فيهم من صفات حميدة أو ذميمة، ويحكمون عليها بالمقارنة بأصدقائهم, كما يشعرون بدور سمات الشخصية في العلاقات الاجتماعية، ويعطيهم ذلك دافعًا لتحسين شخصياتهم, على أمل زيادة تقبلهم الاجتماعي, ولتحقيق ذلك لا يجب على المراهق أن يكوّنَ مفهومًا واقعيًّا عن الذات فحسب, ولكن يجب أن يكون راغبًا أيضًا في تقبُّل هذا المفهوم.
والمراهق يمكنه أن يكوّنَ صورة مثالية عن نفسه, وتحقيقها بالفعل في عالم الواقع، ويمكنه أن يقبل نفسه بمعنى أن يحب نفسه, ويشعر بأن الآخرين يجدون فيه صفات حميدة, ونتيجةً لذلك يكون أكثر تكيفًا من الناحيتين الشخصية والاجتماعية من مراهقٍ آخر تكون صورة ذاته المثالية غير واقعية, وتجعله يعجز عن تحقيقها بالفعل, وقد يؤدي به ذلك إلى عدم تقبل ذاته، وإلى أن يسلك على نحوٍ يجعل من الصعب على الآخرين تقبله.
ويؤثر في نموِّ الشخصية في هذه الفترة عوامل لم تكن لها قوة مماثلة أثناء الطفولة, ويتحدد الأثر الذي تحدثه بالأسس التي قد تكون تكوّنت لدى المراهق بالفعل خلال مراحل نموه السابقة, فإذا كان عانى كثيرًا من مشاعر النقص, والتي قد تكون قد تدعمت مع بدء المراهقة، فإن مكانته في جماعات المراهقين سوف تزيد لديه حدة هذا الشعور, ومن هذه العوامل المظهر الشخصي للمراهق وملابسه