مسايرةً وأقل استقلالًا, وتتسم قيمه الدينية بالجمود, وطرقه في التفكير بالتصلب.
أما المسار الثاني فيكون مسارًا مفتوحًا بغير حدود, وفيه يسير المراهقون والشباب في عمليةٍ طويلةٍ من خلط الهوية، وقد يعجزون عن تنمية إحساس واضح قوي بالذات, وهؤلاء هم الذين يصفون أنفسهم بأنهم "يبحثون عن الذات" ولا يجدونها, ويتسم هؤلاء بضعف تقديرات الذات, ونظام خلقيٍّ غير مكتمل، ويواجهون صعوبات في تحمُّل المسئوليات الشخصية, ويتسمون بالاندفاعية وعدم تنظيم أفكارهم.
وبالطبع فإن المسار الصحيح أن يبذل الشباب بعض الوقت في السعي الإيجابي الحثيث لتكوين الهوية، والتي قد يتعرض فيها لبعض الغموض والخلط, حتى يتوصل إلى شعورٍ قويٍّ بالذات, وفي هذه الحالة يتسم الفرد بالاستقلال والإبداع والتفكير المنظم, وهي سمات لا تتوافر بنفس الدرجة لدى أولئك الذين لا يمرون بمرحلة "مؤقتة" من الخلط والغموض في تكوين الهوية, أو أولئك الذين يمرون بمرحلة "طويلة" من هذا الخلط والغموض.
وبالطبع فإن تكوين الهوية ليس عملًا شخصيًّا فرديًّا ينجح فيه الشاب أو يفشل, إنه في الواقع مهمة معقدة؛ فأنماط تكوين الهوية تختلف بين الأفراد من الشباب وبين جماعاتهم, نتيجةً لتأثيرات عوامل عديدة تشمل العلاقة بين الشاب ووالديه, وضغوط الثقافة العامة والثقافات الفرعية, ومعدل التغير الاجتماعي في المجتمع؛ ففي المجتمعات البدائية البسيطة حيث يوجد عدد محدود من أدوار الراشدين, وتغير اجتماعي محدود, يصبح تكوين الهوية مهمةٌ سهلةٌ يمكن الوصول إليها بسرعة, أما المجتمع المركب الصناعي السريع التغير, الذي يوفر للشاب بدائل كثيرة لأدوار الرشد, تكون عملية تكوين الهوية أكثر صعوبة, وتستغرق وقتًا أطول.
وداخل المجتمع الواحد قد تكون الهوية سوية أو منحرفة؛ فالشاب قد يبحث عن الأدوار الشخصية والاجتماعية والمهنية التي يتوقعها المجتمع ويوافق عليها، أو قد يبحث عن أدوارٍ على درجةٍ كبيرةٍ من الخصوصية, يوصف بعضها بأنه غير عادي, وبعض هذه الأدوار الخاصة قد يكون إيجابيًّا وبنائيًّا، كدور الفنان المنعزل، وبعضها قد يكون سلبيًّا ومدمرًا؛ كدور مدمن المخدرات أو المجرم أو المتطرف.
ويكتسب معظم الشباب بسهولة "الهوية الجنسية" مع وعي المراهق وتقبله للطبيعة البيولوجية الأساسية التي تميز الذكر عن الأنثى منذ وقت مبكر في حياته, أما أولئك الذين يرفضون دورهم الجنسي فإنهم يعانون فترة شباب عصيبةٍ تتسم