للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيولوجية على هيئة شريط أو خيط, وتسمى الوحدات الوظيفية التي تؤلف الصبغيات "الكروموزمات" الجينات أو المورثات Genes, وتعد المورثات مسئولة عن تكوين بروتين الجسم الذي يؤثر في نشاط الخلية, بالإضافة إلى أنها هي المسئولة عن توجيه التغيرات التي تطرأ على الجسم ونموه.

وتختلف الصبغيات من حيث عددها وبنائها في الخليفة الحية باختلاف الأنواع الحيوانية المختلفة, وفي الإنسان فإن جميع خلاياه الحية "ما عدا النطفة لكلٍّ منها نظيره"، منها ٢٢ زوجًا متشابهًا في كلٍّ من الجنسين, وتسمى الصبغيات المتشابهة "الأوتوزومات" autosomes, أما الزوج الثالث والعشرين "وهو كرموزوم الجنس" فيختلف في الذكور عنه الإناث "وهو ما سنوضحه فيما بعد".

ويزداد عدد الخلايا في الجسم الإنساني عن طريق الانقسام الفتيلي Mitosis, وفيه يحدث أولًا أن يزداد عدد أزواج الصبغيات في الخلية الواحدة إلى الضعف، وينتج عن ذلك أن تنقسم هذه الخلية إلى خليتين, يستقل كلٌّ منهما بمجموعة كاملة من أزواج الصبغيات, ولهذا يطلق على هذا النوع "الانقسام غير المباشر", وهو يختلف عن انقسام النطفة أو الخلية التناسلية الذي يحدث بطريقة مختلفة, ويسمى الانقسام النصفي meiosis كما سنوضح فيما بعد.

أما المورثات "الجينات" التي تتألف منها الصبغيات "الكروموزمات", والتي تُعَدُّ من أهم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين, ففي عام ١٩٦٢, حصل ثلاثة علماء بريطانيون٢ على جائزة نوبل في العلوم بسبب جهودهم في وصف بنية ووظيفة هذه المادة.

ويقدر حجم جزئي DNA بسمك لا يتجاوز ٢٠ وحدة انجستروم٣, وله بناؤه الأساسي بالإضافة إلى عدد من الجزيئات الفرعية, ويتألف البناء الأساسي


١ اسمها المطول: deoxyribomucleicd.
٢ هم فرنسيس كريك F. crick, وجيمس واطسون J.Watson, وموريس ولكنز M.Wilkins, وتوجد عالمة رابعة هي: روزالين فرانكلين R.Franklin, لها جهود مكافئة لهؤلاء العلماء الثلاثة, ويذكر تاريخ العلم الحديث أنه -لولا وفاتها في ريعان الشباب في سن ٣٧ عامًا- لشاركت زملاءها الثلاثة في هذه الجائزة الرفيعة.

<<  <   >  >>