عند الطفل، بالإضافة إلى أنه من وسائل التعبير عن الانفعالات، فإن مثل هؤلاء الأطفال ربما يعانون بعد ذلك من صعوبات التواصل.
وتوجد أدلة على قدرة الجنين على تذكر المثيرات الصوتية "والتذكر من علامات التعلم"؛ ففي الدراسة التي قام بها ديكاسبر وسبنس عام ١٩٨٦ التي أشرنا إليها, قاما بتعريض الأجنة لثلاث قصص قصيرة, إحداها قيلت بصوت الأم مرتين يوميًّا خلال الفصل الأخير "الثالث" من طور الجنين, وأظهرت النتائج أن الأجنة أظهروا تفضيلًا للقصة الأكثر مألوفية "المقروءة عددًا أكبر من المرات وبصوت الأم"، سواء قرئت في موقف الاختبار "بعد التدريب" بصوت الأم, أو بصوت إمرأة أخرى, والسؤال هو: هل يؤدي استماع الجنين إلى صوت الأم وأنماطها في الكلام والتحدث إلى إعداد الطفل لتعلم لغة الأم؟ "ولعلنا نشير هنا إلى أن اللغة القومية؛ كاللغة العربية في مجتمعاتنا تسمى اللغة الأم "Mother rongue".
ربما يدعم الإجابة على هذا السؤال بالإيجاب تلك النتيجة الطريفة التي توصل إليها "Lind Hardgrove ١٩٧٨" منذ أواخر السبعينيات, وخلاصتها: أن الجنين يظهر استجابات تفضيلية للأنماط المختلفة من الأصوات, والموسيقى التي تقوم الأم أثناء الحمل بغنائها, أو بإصدارها ببعض الآلات الموسيقية، بل إن الأكثر أهميةً أن الطفل يظهر تفضيلًا لنفس الأنماط الصوتية بعد الولادة, بل إن هذه الدراسة، ودراسة أخرى قام بها جاكسون "Jackson ١٩٧٨" أكدتا أن تفضيل الطفل لهذه الموسيقى قد يظهر بعد فاصل زمني, قد يمتد إلى ما بين ثلاثة وخمسة شهور بعد الولادة "حين يتعرض الطفل لنفس المثيرات الصوتية", بل إن هذا الأثر قد يمتد لبضعة سنوات.
ومن علامات تعلم الأجنة أن الجنين في الفصل الثالث من طور نموه, يتعلم الاستجابة الحركة "بالرفس مثلًا" عند لمس بطن أمه في أماكن معينة تعود الجنين عليها, كما أكدت دراسة قام بها ماديسون وزميلاه "Madison et al ١٩٨٦" أن الجنين الذي يتعرض لخبرات صوتية, ويتعود عليها بسرعة قبل ولادته, يظهر قدرةً عاليةً على التوجه المكاني, والاستجابة للمثيرات البيئية عقب الولادة, وبالطبع فإن النمط الأساسي للتعلم في هذه الحالة هو التعلم بالاشتراط, وهذه مسألة تحتاج لمزيد من البحث.
ومن الدراسات الحديثة حول هذا الموضوع بحث "Wilkin ١٩٩١" التي أجرته على مجموعتين من النساء الحوامل؛ إحداهما: تجريبية, والأخرى ضابطة؛ حيث تعرضت المجموعة التجريبية لخبرة موسيقية تصل مباشرة للجنين من خلال جهاز تسجيل موصل مباشرة لبطن الأم, بينما لم تتعرض المجموعة الضابطة