انكماش الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، بالإضافة إلى عودة نسب جسمها, وخاصة الصدر والبطن إلى حالتهما الطبيعية قبل الحمل, وتقلل من احتمالات إصابة الأم بأمراض الثدي والرحم التي شاعت في السنوات الأخيرة, ربما بسبب شيوع الرضاعة الصناعية.
وحتى تكون الرضاعة الطبيعية مفيدةً لكلٍّ من الطفل والأم, لابد لتغذية الأم نفسها أن تكون جيدة، وأن تمتنع الأم عن تناول العقاقير التي قد تؤثر في لبنها, أضف إلى ذلك أن استمرار ثدي الأم في إفراز اللبن يتوقف على قوة مصّ الطفل له, وقد تلعب الأم دورًا في امتناع الطفل عن التغذية من صدرها, فقد تأكَّدَ أن الأطفال الرضَّعَ يميلون إلى التغذية الطبيعية الهادئة والكافية, إذا كانت أمهاتهم على درجة كافية من الرضا والسعادة والاسترخاء, ومعنى ذلك أن نجاح الرضاعة الطبيعية يتوقف على أن تكون الأم راغبة، أما الأم التي ترضع طفلها أداءً للواجب دون رغبةٍ منها في ذلك, تصاب بالتوتر, وتنعكس اضطرابات الأم هنا على الطفل, فيبدي علامات الضيق "دافيدوف، ١٩٨٣". ومن هنا ينشأ رفض الطفل للتغذية الطبيعية.
٢- الفصال "الفطام":
يُقْصَدُ بالفطام تحول الطفل تدريجيًّا من التغذية عن طريقة الرضاعة, سواء أكانت طبيعية أم صناعية, إلى الشرب من كأسٍ أو كوبٍ, وتناول الأطعمة الأكثر صلابة, ولا يوجد مسحٌ شاملٌ يوضح لنا السن الأكثر تكرارًا في عالمنا العربيّ والإسلاميّ الذي عنده يحدث الفصال, وتتوافر مثل هذه الدراسات المسحية في المجتمعات الغربية, ومن ذلك أنه في الولايات المتحدة يحدث الفطام عادةً بين سن ٦ شهور, ١٢ شهرًا, ويمتد إلى بلوغ الطفل عامين أو أكثر.
وقد أوضح القرآن الكريم الحد الأقصى لرضاعة الطفل بعامين، وقد بيَّنَ بحكمته البالغة أنها قد تقل عن ذلك, ويذكر العلم الحديث بعض المؤشرات التي قد تفيد المهتمين برعاية الطفل في هذه المرحلة في تحديد حاجة الطفل إلى الفطام، ومن ذلك ما أوردته الأكايمية الأمريكية لطب الأطفال منذ عام ١٩٥٨ Harris" ١٩٨٦ من أن الطفل يكون جاهزًا من الوجهة الفسيولوجية لتناول الأطعمة الصلبة إذا أظهر ما يلي:
أ- أن يستهلك من التغذية بالرضاعة أكثر من ٣٢ أوقية "أي: ما يعادل٩٦٠ ميللميتر" يوميًّا.
ب- أن يشعر بالجوع على الرغم من أنه يتغذى برضاعة جيدة كل ثلاث أو أربع ساعات.