المرحلة يكون متوسط وزن الولد حوالي ١٨ كيلو جرامًا, ومتوسط وزن البنت ١٧،٥ كيلو جرامًا, وهكذا يكون طول الطفل في نهاية هذه المرحلة ضعف طوله عند الولادة, بينما يصل وزنه إلى سبعة أمثال وزنه عند الولادة.
ويشهد النموّ الجسمي في هذه المرحلة تغيرات في نسب أجزاء الجسم؛ فالعظام والعضلات تنمو بمعدل أكثر تدرجًا مع تحول مظهر الطفل من شكل الرضيع إلى شكل الطفل الصغير, وفي حوالي سن الرابعة يبدأ الطفل في التخلص من الشكل المترهل للرضيع, إلّا أن الرأس والوجه تظل نسبتهما أكبر بالمقارنة بأجزاء الجسم الأخرى، على الرغم من أن معدل نموّ الرأس يكون في هذه المرحلة أبطأ من المرحلة السابقة, ومع استمرار النموّ في منطقة الجذع والأطراف يصبح مظهر الطفل أكثر خطية وأقل استدارة, ويرجع المظهر النحيل للطفل في هذه المرحلة أيضًا إلى عمليات الأيض "الهدم والبناء" التي تتعرض لها الأنسجة الدهنية التي تراكمت على جسم الطفل في المرحلة السابقة, ويؤثر النشاط المتزايد والحركة الدائبة للطفل في هذه المرحلة في تخلص الطفل من هذه الدهون.
وحين يصل الطفل إلى العام السادس تكون نسبة أجزاء الجسم أقرب إلى نسب جسم الشخص الكبير, كما أنه في هذه المرحلة يزداد نضج الجهاز العظمي والعضلي والتي تؤثر في زيادة الوزن, فبينما يرجع معظم وزن الجسم في المرحلة السابقة إلى زيادة الدهون, فإن هذه الزيادة تعود في هذه المرحلة إلى النمو في أنسجة العضلات والعظام؛ فالعضلات تكون ضعيفة والعظام لا تزال لينة, وتكتمل الأسنان, وخاصة فيما بين العام الثاني والثالث, وتظل هذه الأسنان "اللبنية" حتى سن السادسة أو السابعة, حين تستبدل بالأسنان الدائمة، ومع ذلك, فإن أسنان الطفولة في حاجة إلى الرعاية الطبية على الرغم مما هو شائع من عدم حاجة أسنان الطفل إلى ذلك لندرة تسوسها؛ ولأنها ستتغير بعد ذلك, فالرعاية الطبية للأسنان مهمة للتأكد من أثر التغذية وغيرها من العوامل التي تؤثر في نموّ الأسنان الدائمة.
وقد يكون الجهاز العصبي هو أكثر أجهزة جسم الطفل استمرارًا في النموّ في هذه المرحلة، ويتفوق معدل نموه عليها في هذ الصدد, فمع بلوغ الطفل سن الثالثة يصل وزن مخه إلى حوالي ٧٥% من وزن مخ الراشد، ويصل إلى ٩٠% من وزنه الكامل في العام السادس, ويتقدم نموّ لحاء المخ خلال هذه المرحلة, وهذا الجزء من المخِّ يتألف من عدد كبير من الخلايا والألياف العصبية, وهو أكثر أجزاء المخ تطورًا، ويرتبط بالسلوك الإرادي والنشاط العقلي, ويفسِّر لنا نموَّ هذا الجزء من المخِّ في هذه المرحلة السرعة والسهولة التي يكتسب بها الطفل المعلومات والمشاركة في أنشطة التفكير وحلّ المشكلة, ومعنى هذا أن النموَّ العقلي والمعرفي في هذه المرحلة قد يكون وثيق الارتباط بنموّ لحاء المخ, ويستمر في هذه المرحلة ترسيب الأنسجة الدهنية المحيطة بنهايات الخلايا العصبية على نحوٍ يجعل التواصل العصبي في المخ أكثر يسرًا وكفاءة, وتتفاعل هذه العمليات معًا لتجعل التعليم عند أطفال هذه المرحلة أكثر سهولة من المرحلة السابقة.