والجري وغيرهما, أما المهارات الحركية الدقيقة فإنها ترتبط أساسًا بالمهارات اليدوية ومهارات اللعب وغيرها. ويلعب التكرار دورًا هامًّا في نموِّ المهارات الحركية في الطفولة المبكرة؛ فالأطفال يستمتعون بهذا التكرار, ويعينهم ذلك على تحسن المهارات المكتسبة, والوصول بها إلى درجة عالية من الكفاءة "Binger ١٩٨٣".
ويتدعم في هذه المرحلة تفضيل إحدى اليدين في الاستخدام, وبالطبع فإن الأطفال يستمرون في استطلاع استخدام إحدى اليدين أو الأخرى, أو استخدام أحد جانبي الجسم أو الآخر، كما توجد اختلافات واسعة في استخدام اليد المفضلة, واستخدام إحدى اليدين أو القدمين أو أحد جانبي الجسم أكثر من الآخر يرتبط في جوهره بسيطرة أحد النصفين الكرويين في المخِّ على النصف الآخر, ويمكن للأطفال أن يتعلموا استخدام يد معينة في أداء مهارات حركية كثيرة, وبالطبع يُعَدُّ العسر "أو سيطرة اليد اليسرى" عند معظم الكبار سمة غير مرغوب فيها في عالمٍ يسوده استخدام اليد اليمنى، وبالتالي, فإنهم يشجعون الأطفال على تفضيل هذه اليد اليمنى.
ويعتمد نوع المهارات التي يمكن للطفل تعلمها جزئيًّا على مستوى نضجه واستعداده، وعلى الفرص التي تتاح له لتعلمها, والتوجيه التي يلقاه لإتقانها بسرعة وكفاءة, ومن الملاحظ أن الأطفال الذين يعيشون في البيئات الفقيرة يكتسبون المهارات مبكرين عن أطفال البيئات الميسرة, ويبدو أن السبب في ذلك رغبة الآباء من ذوي المستوى الاقتصادي الاجتماعي المنخفض في تدريب أطفالهم على هذه المهارات إلى الحد الذي يجعلهم لا ينتظرون، ما دام الانتظار غير مطلوب "Hulock ١٩٨٠".
وتوجد فروق بين الجنسين في نوع المهارات الحركية التي يتعلمها أطفال هذه المرحلة؛ فالضغوط الثقافية تركز على الذكور أن يتعلموا مهارات اللعب الملائمة ثقافيًّا لجنسهم، وتجنب المهارات التي ترتبط ثقافيًّا "بالأنوثة", ولهذا يشيع بين الذكور مثلًا تعلم ألعاب الكرة, بينما تشجع الإناث على المهارات المرتبطة بألعاب البيت, ومع ذلك يتعلم كلٌّ من الجنسين مهارات مشتركة, والتي قسَّمَتْهَا هيرلوك إلى فئتين: المهارات اليدوية ومهارات استخدام الساقين, ومن أهم المهارات اليدوية مهارات إطعام الذات, وارتداء الملابس, وهي مهارات يبدأ ظهورها في المرحلة السابقة -كما أشرنا- ويكتمل نموها في هذه المرحلة, ومن هذه المهارات أيضًا تمشيط الشعر والاستحمام, ويمكن استخدام اليد في الدَّقِّ بمطرقةٍ أو شاكوش،