وبعض الأطفال في هذه المرحلة يمكن وصفهم بأنهم مستَهْدَفُون للمرض, بمعنى أنهم يتعرضون للمرض أكثر من غيرهم من الأطفال الذين هم في مثل سنهم, وقد يرجع ذلك إلى ضعفٍ وراثيٍّ أو ظروف بيئية سيئة، إلّا أن السبب الأهم يرجع إلى الظروف التي تكون عليها حياة الطفل في هذه المرحلة, فقد يكون أسلوب التنشئة الوالدية فيه قدر كبير من التسامح يصل إلى حَدِّ الفوضى, وفي هذه الحالة يأكل الطفل وينام ويفعل ما يشاء، وقد يكون فيما يأكل ويفعل ضرر على صحته, وقد يكون الأسلوب تسلطيًّا؛ بحيث يضع الطفل طول الوقت تحت ظروف التوتر والضغط إلى الحدِّ الذي يستثير فيه مشاعر القلق, ويجعله مستهدفًا للمرض.
وبعض خبرات المرض والاستهداف للمرض التي يعاني منها الطفل يكون حقيقيًّا, وبعضها الآخر قد يكون متوهمًا؛ فالطفل يتعلم من خبراته السابقة أنه حين يكون مريضًا فإنه لا يتوقع منه القيام بالأنشطة المعتادة، ويلقى اهتمامًا ورعايةً أكبر، ويتحرر بعض الشيء من قيود النظام المنزلي, وعلى هذا فحين تنشأ ظروف غير سارّة في حياته, أو حين يُطْلَبُ منه أداء عملٍ مدرسيٍّ أو منزليٍّ لا يحبه, أو يشعر بعدم القدرة عليه, فإنه يستخدم المرض كحيلة هروبية, وقد يتحول ذلك إلى حيلة لا شعورية من نوع الميكانيزمات النفسية.
وقد يعاني الطفل من أيّ نوعٍ من أنواع التعويق الجسمي، بعضه قد يكون فيه منذ الولادة, والبعض الآخر يحدث له في أوقات مختلفة من مراحل نموِّه بسبب المرض أو الحوادث أو الإهمال في الرعاية الصحية له, وأشهر أنواع التعويق ضعف السمع والبصر وشلل الأطفال, وهذه العوائق تؤثِّرُ في الطفل وخاصةً حين تحرمه من المشاركة مع أقرانه في النشاط المدرسي وغير المدرسي، ويتوقف هذا الأثر على معاملة الآخرين له, وخاصة أعضاء جماعة الأقران, في هذه الحالة لا نجد إلّا القليل منهم من يشارك الطفل المعوَّق وجدانيًّا ويهتم به, أما الأغلبية فغالبًا ما يتجاهلونه أو يرفضونه.
وتعتبر الحوادث من أهم أسباب وفيات الأطفال في هذه المرحلة, فعلى الرغم من أن الحوادث تكون عادةً أقل حدوثًا في هذا السن، إلّا أنها إذا وقعت تكون أخطر, ومعظم هذه الحوادث يقع خارج المنزل -على عكس حوادث المراحل السابقة, وهي بين الذكور أكثر حدوثًا من الإناث, وقد يرجع ذلك إلى أن طبيعة الدور الجنسي للذكور يتطلب قدرًا من الجسارة والإقدام, وإصابة الرأس هي الأكثر حدوثًا, بينما إصابة الساقين أقل حدوثًا, وقد يكون بعض الأطفال من النوع المستهدف للحوادث والإصابات, وهم عادةً أولئك الذين يتسمون بالنشاط الزائد وعدم الاستقرار والقلق والاندفاعية والمخاطرة ومقاومة السلطة, والأقل تقبلًا من الزملاء, وعكس هؤلاء هم الأقل استهدافًا للحوادث.