في الطور السابق يتلاشى تدريجيًّا حتى يصل إلى النسب التي تتحدد بمعايير الراشدين, ويحدث أكبر تصحيح لهذه النسب في أعضاء الوجه، ومع نهاية هذه الفترة يصبح الشكل العام لقوام الشاب له خصائص الرجل الناضج أو المرأة الناضجة, فمع اتساع الصدر واستطالة الجذع تتلاشى تدريجيًّا لدى الذكور صورة الهزال التي كان عليها قوام المراهق الصغير, ويدل قياس مختلف العظام أن الهيكل العظمي يتوقف على النمو عند حوالي سن ١٨سنة, أما الأنسجة الأخرى غير العظام فتستمر في النمو بعد وصول العظام إلى حجمها الكامل, ولا يظهر "ضرس العقل" عادةً إلّا مع بداية الرشد, ومع طور السعي تكتمل الخصائص الجنسية الثانوية, والوظائف الجنسية الأولية, ويزول حب الشباب وغيره من الاضطرابات الجلدية.
ويستمر أثناء طور السعي نمو الأبنية والوظائف الجسمية للأعضاء الداخلية حتى تصل إلى اكتمال النضج, وأسرع معدلات النمو هي في نموِّ القلب الذي يصل حجمه الكامل في سن ١٧ أو ١٨, كما تصل سعة الرئة عند البنات إلى مستوى النضج في سن ١٧، ولكنها لا تصل إلى هذا المستوى عند الذكور إلّا بعد عدة سنوات بعد ذلك, ويبطؤ معدل نمو الجهاز الهضمي بعد أن كان ينمو نموًّا سريعًا في طور بلوغ الحلم "المراهقة المبكرة".
أما من حيث الصحة الجسمية: فيمكن وصف مرحلة الشباب بصفة عامة بأنها مرحلة صحة جيدة, ومقاومة للأمراض, وتنخفض نسبة الوفيات انخفاضًا كبيرًا في هذه المرحلة، ومعظم الوفيات ترجع إلى الحوادث أكثر منها إلى المرض, إلّا أن الشباب هنا -شأنه في ذلك شأن المراهق الصغير- قد يستخدم المرض كحيلة للهرب من المسئوليات والواجبات غير المرغوبة, ويظهر ذلك خاصةً في صورة اضطرابات الجهاز الهضمي والأرق والصداع, ويشيع في البنات توهم المرض أكثر من البنين.
ومن ناحية التآزر الحركي يُلاحَظُ على الشاب أنه لم يعد يشعر بالاضطراب الحركي الذي يشيع في المراهقة المبكرة "بلوغ الحلم" نتيجة للنموِّ الحركي السريع حينئذ, لقد أصبح الفرد في طور السعي قادرًا على التحكم في أجزاء جسمه المختلفة، وتعلَّمَ أن يستخدمها بدرجةٍ واضحةٍ من الإتقان والنجاح, وبالإضافة إلى ذلك, فإن زيادة القوة الجسمية التي تصاحب نموَّ الجهاز العضلي تدفعه إلى الاستفادة من هذه القوة الجديدة المكتسبة, وذلك بتعلُّم المهارات الحركية المعقدة التي كان يعجز عن اكتسابها في الطور السابق.