حدوثًا بصفةٍ عامة هو انفعال الغضب, أما مشاعر الحب فعادةً ما تتوجه إلى شخصٍ من الجنس الآخر مع خلع الصفات المثالية عليه، إلّا أن هذا لا يعني التخلي عن المشاعر الوجدانية الموجهة إلى جماعة الأصدقاء من نفس الجنس, أو إلى صديقٍ حميمٍ, أو إلى الوالدين أو أحدهما.
ومن الموضوعات وثيقة الصلة بالسلوك الانفعالي والوجداني في طور السعي ما يُسَمَّى "مشكلات الشباب", وهو موضوعٌ حظي بأكبر قدرٍ من دراسات الباحثين في مصر "إبراهيم شهاب ١٩٥٣، خليل ميخائيل معوض ١٩٧١، عثمان لبيب فرج ١٩٦١، محمد عثمان نجاتي ١٩٦٣، سعد جلال وعماد الدين سلطان ١٩٦٦، منيرة حلمي ١٩٦٧، فؤاد أبو حطب ١٩٧٧" وفي بعض الأقطار العربية.
والواقع أن معظم المشكلات التي تظهر في السنوات المبكرة للمراهقة التي يتمُّ حلها بنجاحٍ في ذلك الوقت, تستمر في مرحلة الشباب بالإضافة إلى ظهور مشكلات جديدة, والشاب في هذا الطور قادر على مواجهة المشكلات بطريقةٍ أكثر موضوعية، وقادر على اتخاذ القرارات دون أن يعوِّلَ كثيرًا على الوالدين أو المعلمين أو الأصدقاء, ثم إنه قادر على الدفاع عن قراراته والسعي لتحقيقها ما لم تتوفر له أدلة على خطأ هذه القرارات.
ومعنى ذلك أن مشكلات الشباب في عمومها تشبه مشكلات المراهقة المبكرة, أما كيف يُقَابِلُ الشاب هذه المشكلات, وكيف يسعى لحلها بطريقة ناضجة, فهو ما يميز بينهما, كما أن عدد المشكلات وحدتها يتحدد بنمط حياة الشاب, سواء أكان يعيش مع أسرته أم يعيش خارج منزله, وسواء أكان لا يزال طالبًا أم خرج إلى عالم العمل, ومعظم المشكلات التي تسود في هذا الطَّوْرِ تتعلق بالجاذبية الشخصية والتكيف الاجتماعي والأسري والعمل والنقود والنجاح الأكاديمي والعلاقات الجنسية.
وقد أكدت الدراسات التي أجريت على الشباب المصري أن لديهم عددًا كبيرًا من المشكلات الصحية على نحوٍ يوحي بحاجتهم إلى التربية السليمة.
وتوجد نسبة عالية من الشباب المصري من الجنسين تزداد لديهم المشكلات العاطفية، فهو يريد أن يعرف كيف يجعل أفراد الجنس الآخر يهتمون به, وغالبية الأفراد من الجنسين يودون أن يعرفوا شيئًا عن أساليب السلوك الاجتماعي الصحيح في وجود الجنس الآخر، كما أنهم يودون أن يعرفوا بعض المسائل التي تتعلق بالزواج والحياة الزوجية المقبلة، كما أنهم في حاجة إلى معلومات جنسية علمية.